المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٧

الشخصية بين نقيضين ( صحيفة الوطن السعودية )

محمد عبدالله العتيبي  صحيفة الوطن السعودية  30-5-2012 لا تختلف كثيرا نشأة الفرد في مجتمعنا بكافة طبقاته ومستوياته, فالتربية منذ الصغر أحد أبرز ذلك التشابه بين كثير من المربين, فالمولود بفطرته - عندما يأتي إلى هذه الدنيا - يتخلق بصفات جينية في سلوكه ومشاعره وأخلاقه، خاصة به، لم تتأثر بعد بأي مؤثر خارجي ممن حوله, وحينما يكبر يبدأ الأبوان والمحيطون به داخل الأسرة بممارسة لغة الأمر والنهي، وتكون تلك الأساليب - الطارئة - المتخذة ضده هي المشكل الكبير لشخصيته, وعندما نتعامل معه على أنه كبير - نسابق زمنه - وننعته بالرجولة ونحمله مسؤوليات أكبر من سنه وتفوق قدراته ومهاراته العقلية، ونتحكم بسلوكه ومشاعره - الفطرية - ونسلبها منه من دون قصد حتى يصبح تابعا ومقلدا معدوم الشخصية أو جزءا منها - حتى في أدق تفاصيله الخاصة - ينشأ وينمو على هذا النسق الجديد المفروض عليه حتى يقع بين نقيضين! شخصية فطرية وشخصية متأثرة بما حولها.. فشخصيته الأولى تحثه على الأخلاق الحميدة والتعامل الحسن مع الآخرين - حسن الظن المنضبط - والقدرة على إظهار مشاعره الطبيعية والتعبير عنها ومهاراته الفردية الخاصة والمشاركة بالر

همسة في أذن الإمام والمؤذن ( صحيفة الوطن السعودية )

2012-09-02    محمد عبدالله العتيبي - الخرج  كلنا يعلم فضل القرآن ومنزلته وأجر من قرأه وعلمه وعمل به، واستمع إليه، ويعظم ذلك الأجر كلما تدبرناه وفهمناه أكثر، وتكبر المسؤولية على من قدر الله عليه وشرفه بإمامة المسلمين للصلاة، لأن الناس بحاجة للتدبر والخشوع ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم، ولكن لي ملاحظة أتمنى من كل إمام ومؤذن وكل مسؤول أن يتسع لها قلبه ويتقبلها بكل رحابة صدر, فمن خلال استماعي لبعض الأئمة - خصوصا صغار السن - وصلاتي خلفهم لاحظت المبالغة والتلحين عند القراءة وذلك غالبا يخل ببعض الآيات - معنى ولفظا - والمعنى السامي لها والهدف الذي من أجله نزل كلام رب العالمين على خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم، فبعضهم للأسف مقلد لغيره ولا يقرأ بعفوية (مجودة) بل يلزم نفسه بغيره ويتلبس شخصية غير شخصيته! المؤمن قوي وله أسلوبه ونمطه المستقل وليس بحاجة لتقليد غيره ونهج خطاه، فغالبا من يقرأ بهدوء وخشوع وبسجيته المعهودة دون تكلف فستجد قراءته القبول وستـشرع القـلوب أبوابها له، والعكس من ذلك تجد من يمطط ويبالغ - خصوصا من يريد الشهرة - فتنفر منه القلوب وقليلا ما تخشع؟ وليس كلهم كذلك، فمن القراء و

العزلة المؤقتة ضرورة ( صحيفة الوطن السعودية )

صورة
محمد العتيبي ( صحيفة الوطن السعودية ١٠ ديسمبر ٢٠١٦ )  كلنا نتفق بأن الإنسان بطبعه كائن اجتماعي، مهما حاول العيش منفردا بعيدا عن الآخرين فإنه حتما لن يطيق ذلك، وسترهقه كل المحاولات التي سيقوم بها ولن يجد بدا من التواصل بهم والإندماج معهم لتقوم بذلك حياته وتكتمل أركانها - بتكامل العنصر البشري - والتي من أهمها تحقيق فطرة التعايش والاتصال، ورغم ما ذكر فكل منا بحاجة ماسة لأن يخلو بنفسه بين الفينة والأخرى - بعيدا عن الحياة اليومية السريعة ومشاغلها المعتادة - ويعتزل الآخرين مؤقتا لمحاسبة النفس والوقوف على عثراتها لتقويمها وتطويرها ولتكون هناك فرصة حقيقية لتعزيز اتصال الروح بخالقها عز وجل، ومن خلال تلك العزلة يمكن للفرد أن يمارس هواياته الخاصة وينميها كالقراءة والكتابة والبحث أو حتى للتأمل فقط، وكثرة المخالطة بلا شك تشوش الذهن وتعيق الفكر عن النمو وكذلك فإن التخفف من الشواغل أيا كانت - بشرية أو تقنية - تجعل العقل في ذروة نشاطه، فكلما تخلى الفرد عما يشغله زاد نشاطه الذهني - ومن مظاهر ذلك النشاط حدوث صداع على غير العادة - لأن ما يشغلنا لا يجعلنا نشعر بتلك العمليات العقلية.  ولأهمية ال

الشعور بالمسؤولية أهميته ونتائجه ( صحيفة الوطن السعودية )

صورة
الحديث عن المسؤولية والشعور بها ليس بالأمر الهيّن، وليس كل أحد بوسعه أن يتحملها ويطيقها، فالله عز وجل ذكر في كتابه المحكم عِظمها وأهميتها فقال سبحانه: "إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا". والأمانة من المسؤولية، والإنسان خلقه الله لعبادته، وليكون مسؤولا عن نفسه في سلوكها وتصرفاتها، وعن مجتمعه وأمته، ومن هم تحت ولايته. وحديثي هنا بالتحديد عن المسؤولية الذاتية للفرد، واستخدامه الإيجابي للفكر والعقل الذي وهبه الله إياه، بغض النظر عن العبادة التي هي الهدف الحقيقي من الخلق. فبعض الناس عندما تسأله عن هدفه في الحياة، وما طموحاته، وما حدود المسؤولية الملقاة على عاتقه، ربما لن تجد إجابة لسؤالك، أو أنه سيصمت طويلا قبل أن يجيبك بأنه يتوق إلى تحسين معيشته وتطوير ذاته.. الخ. وذلك بلا شك من أبسط حقوقه، وهو الحد الأدنى للشعور بالمسؤولية التي مردها ودافعها الرئيسي تقدير الذات. فكلما زاد تقديرك لذاتك ارتقى فكرك، وزاد شعورك بالمسؤولية تجاه مجتمعك وأمتك، متجاوزا نفسك ورغباتها من كماليات واحتياجات ثانوية، وبذلك لن

قصة بر " هند " بوالدتها واقعية ومعبرة ( صحيفة الشرق السعودية )

صورة
في إذاعة القرآن قبل عدة سنوات وتحديدا في برنامج (بيوت مطمئنة) سمعت هذه القصة بنفسي من الشيخ عادل العبدالجبار مقدم البرنامج، حيث وصلت رسالة فاكس من فتاة اسمها هند تقول فيها: «عمري 19 سنة وأنا أكبر أخواتي وتقدم لي كثير من الخطاب وشاء الله أن يخطبني أحد الشباب الطيبين الذين تتمناهم كل فتاة وتمت الخطوبة والعقد وحددنا موعد الزواج وأثناء ذلك قدر الله أن تصاب أمي بجلطة جعلتها مشلولة وأقعدتها عن الحركة وكذلك أصبحت عاجزة عن النطق لا تستطيع أن تتكلم، واتفقت مع خطيبي على تأجيل موعد الزواج بسبب ظروف أمي وطالت معاناتها وأصبحت أطعمها وأسقيها وأنظفها وأقوم على رعايتها في كل شؤونها وقلت في نفسي لو أني تزوجت فمن سيقوم بها من بعدي فنذرت نفسي لها وأن أكمل بقية حياتي لخدمتها وأكرس كل جهودي لها ابتغاء مرضاة الله وطلبا للأجر والمثوبة، فطلبت الطلاق من خطيبي وأرجعت له كل ما أعطاني من مهر ومن هدايا، استمرت معاناة أمي وتزوجت كل أخواتي حتى وصل عمري 45 سنة وحانت لحظة الفراق وجاءتها سكرة الموت وأخذت ألقنها الشهادة فنطقت بعد صمت طويل استمر 26 سنة ودعت لي وقالت: أبشري يا هند بالجنة فسيعوضك الله خيرا على صبرك

ركائز أساسية للحوار الناجح ( صحيفة الوطن السعودية )

صورة
لست ملزما بإقناع الآخرين برأيك وأفكارك، فقط اطرح ما تراه مناسباً واترك مساحة كافية للنقاش بعيداً عن الجدل وحظوظ النفس، هذه قاعدة مهمة وركيزة أساسية يجب أن يتحلى بها كل طرف من المتحاورين عند كل حوار، وتقبل الرأي الآخر واحترامه – ولو كان مخالفا - مظهر من مظاهر فهم "ثقافة الاختلاف" ومن أسباب نجاح أي حوار، ومن قرأ في الاختلاف وثقافته سيتحرر تلقائيا من ثقافة الخلاف، فالاختلاف بلا شك أمر صحي ومفيد وأرض خصبة لنمو الأفكار وتلاقحها، وفعال عند قراءة الأحداث والمواضيع وطرح وجهات النظر من خلالها من زوايا مختلفة، وهو كذلك فرصة لتحفيز العقل على التأمل والبحث والتقصي الذي هو من أهم مقاصد الاختلاف والعكس صحيح. فلو كانت الآراء متماثلة ومتفق عليها فلن يكون الحوار مشبعا وثريا بما فيه الكفاية وسيكون الجمود غالبا هو سيد الموقف والنتائج بشح المعلومات والدلائل، وفي ذلك يقول اليابانيون: (إذا تناقش اثنان معا واختلفا في الرأي فهذا جيد ولكن نتفق في القيم، وإذا لم نتفق في القيم ولا في النقاش فلا بد أن أحدنا ليس له قيمة)؟! وأكثر ما يفسد الحوار هو التعصب للرأي وذلك مؤشر لضعف الحجة والثقة في النفس، فال

سعادتك في تصورك الذهني ( صحيفة الوطن السعودية )

صورة
كلما تعرضت لشعور سلبي يقلقك في أي موقف أو بينك وبين نفسك لا تحزن ولا تضعف، فقط اشغل نفسك بممارسة هواية تحبها، وتذكر مشاعرك الإيجابية في لحظات الفرح والسرور وفي المواقف التي أحسنت فيها التصرف، وستطمئن بإذن الله، وتكرار هذا التصور الذهني بمرور الوقت يصبح عادة إيجابية، (ولا تنسى قبل كل شيء أن كل ما يصيبك مقدر ومكتوب من خالقك عز وجل وفيه خير لك)، وأكبر خطأ يقع فيه الشخص هو الاستغراق في تلك التصورات السلبية، والسلوك بكل ما يحتويه من (مشاعر – تفاعلات - ردات الأفعال .. إلخ) سواء كان إيجابيا أو سلبيا يعتمد على تصورنا وتفكيرنا وبرمجتنا لعقلنا الباطن (اللاشعور)، وهذا دليل على أن السعادة تبدأ من الداخل، ويجب ألا ننسى أيضا أن هذا السلوك يتأثر بعوامل خارجية قد يقع فيها الشخص من خلال متابعة الأخبار السلبية المزعجة، وكذلك العبارات والقصائد والأغاني الحزينة، أو بكثرة مخالطة السلبيين وكثرة اعتزال الناس أيضا.  ومن يستجب لتلك العوامل ليس مستعدا لتقبل السعادة، والبعض ربما يقول إن ذلك أمر صعب وإنه حاول كثيرا في أحداث ومواقف ولم يستطع تجاوزها، وذلك خطأ كبير وعائق في طريق التغيير، فالشخص لابد أن يعود نفسه

خطوات سهلة للتغيير الايجابي ( صحيفة الوطن السعودية )

صورة
يستغرب البعض من كثرة الحديث عن التغيير وكل ما يتعلق بتطوير الذات، ونسوا أن الفرد عندما يستشعر ويتصور ذهنه أهمية التغيير – للأفضل بلا شك – ويفكر به ويعزم عليه فهو قد قطع شوطا كبيرا في ذلك، والعكس صحيح عندما يشعر بالكمال وبأنه إنسان مثالي ليس بحاجة لذلك، فهذا الشعور هو أكبر عائق يعيقه عن تطوير ذاته، ولا ننسى بأن مجرد التفكير في التغيير بحد ذاته نوع من السعادة.  والتغيير هنا يقصد به تغيير طريقة التفكير من السلبية للإيجابية وأيضا تحريره من التبعية العمياء إلى الاستقلالية بالفكر والرأي، ولن تتغير المجتمعات والشعوب ولن تتقدم إلا عندما يقدر كل فرد من أفرادها ذاته ويحترمها - لكي لا يقتل ما بداخلها من طاقة إيجابية - وفي الوقت نفسه يعي بأنه مسؤول عنها وعن مجتمعه وأمته، وهناك عدة أمور معينة بإذن الله على التغيير والارتقاء بالذات منها:  1- الإرادة والعزيمة. 2- التقليل من مخالطة السلبيين الذين يغلب على مجالسهم الغيبة والنميمة بعيدا عما يحفز العقل وينمي الفكر. 3- جدد علاقتك بالأشخاص كبار العقول أصحاب الفكر النير لتستفيد منهم. 4- جدد علاقتك بالكتب واقرأ ولو كتابا في الشهر وكذلك الصحف ولو عن