حديث البطون ( صحيفة الوطن السعودية )
محمد العتيبي - صحيفة الوطن 20 يوليو 2019 كان ولا يزال الصمت والإصغاء لحديث الآخرين في عرف العقلاء والعظماء والحكماء وأصحاب التجارب من أجمل الخصال الإنسانية التي يتحلى بها الشخص، لأن مزية الصمت وملازمته لا يقدر عليها كل أحد، ولكن العاقل الحكيم الذي يثق بنفسه ويعرف جيدا قدرها لا يجد صعوبة في التخلق بهذا الخلق الحسن الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)، والبعض يعتقد أن من اعتاد التأني وإطالة الصمت إنسان غير طبيعي ويتهم أحيانا بأنه (ما عنده لسان) باللهجة العامية، وأنه بهذا الصمت قد يخسر فرصة جذب انتباه الآخرين واهتمامهم به وضمان حبهم له من خلال الثرثرة والحرص على الكلام ومقاطعة الآخرين وأخذهم بالصوت، وهذا بلاشك تصور خاطئ، فكلما زاد حرصك على الكلام زادت فرص تعثرك، وهدوؤك وإنصاتك يجعلانك أكثر إاتزانا، وفي الصمت ولحظاته عند الاستماع أو الحوار لذة وفوائد، إذ إنه ليس جمودا ولا دعوة للوحدة واعتزال الآخرين، ولكنه حركة تأمل وتفكر وحياة للعقل والروح تتيح لك وللآخرين فرصة تجاوز ردود الأفعال العاطفية المتحمسة، والانتقال للعقلانية من خلال ثوان معدودة