المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠٢٠

المدنية الحديثة ومأزق الديموقراطية ( جريدة الوطن السعودية )

محمد العتيبي - جريدة الوطن 22 فبراير 2020 يتطلع البعض لديموقراطية تحاول الجمع بين القيم الأساسية العليا للدين بقراءة حديثة ( كالعدل والحرية والمساواة وسيادة القانون واحترام رأي الأفراد وحرية التعبير .. الخ ) وبين دولة مدنية حديثة تعبر عن آمال الناس وطموحاتهم ، وهذه الديموقراطية بلاشك تمنح الأفراد الحقوق والضمانات الإجتماعية ولكنها للأسف في نفس الوقت قد تجعلهم عرضة لأن يكونوا ضحايا تتحكم بهم البيروقراطية ( من قوى مالية وشركات كبرى وإعلام ) وتسير الأحداث وتقرر مصائرهم ، وذلك مشاهد في الدول الديموقراطية العريقة من خلال إنخفاض عدد المقترعين وبسبب الفساد المالي وتلوث فكر بعض الساسة وتدخل الأحزاب وتحكمها ، وكل ماسبق ولد شعور الأفراد بعدم جدوى مشاركتهم السياسية .  ولأن التغيير الحقيقي لأي مجتمع مدني يتطلع للديموقراطية لايتم إلا بتغيير مابداخل أفراده - وبحسب التوجيهات السماوية ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) الرعد 11 - من خلال تبديد الدوافع والنزعات السلبية المنافية للشعور الديموقراطي فقد جاء الاسلام - الذي يحث على مصالح الدنيا والآخرة - وزرع

الجمود الفكري والمنطق الأرسطي ( جريدة الوطن السعودية )

محمد العتيبي _ جريدة الوطن 10 فبراير 2020 في القرون الوسطى، سار بعض المفكرين المسلمين على المنطق الأرسطي القائل: «إن الحقيقة مطلقة، وإن العقل البشري قادر على اكتشافها والنظر فيها». وكذلك، فإن بعض الوعاظ والمستبدين ساروا على نهج هذا المنطق لبعض فلاسفة الإغريق القدماء، هذا المنطق المناقض للواقع، والذي جعل تفكيرهم غائيا يبحث في الأمور المنتهية دون فحصها وتمحيصها ومعرفة تفاصيلها، وقد ساعد ذلك في تأخر نشأة العلوم الاجتماعية التي برز خلالها المفكر الفيلسوف «ابن خلدون» حين رفض هذا المنطق ووضع مكانه فلسفة مبنية على الواقع الاجتماعي بتفاصيله المتغيرة، وما تحويه من أحكام ومسائل. إن الحكم الأول والنهائي على الأمور، أو تعميم فكرة من الأفكار -القابلة للتغيير- هو ديدن البعض من قديم الزمان، وما زال، إذ نجد هذا المنطق يتمثل في سلوك الأفراد الذين يميلون إلى الجدل والوعظ والنقد، وتتبع عيوب الآخرين وإظهارها، ويناقضون أنفسهم حينما يزعمون ظاهرا بأنهم يبحثون عن الحقيقة، ولكنهم في عقلهم الباطن «اللاشعور»، متوارثين هذا المنطق ومتأثرين به، ومترسخا في أعماقهم، ويظهر ذلك جليا في واقعنا وخلال مواقع التواصل