المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠٢٠

حواراتنا ومساحات الإختلاف والإشتراك ( جريدة المدينة )

محمد العتيبي - جريدة المدينة 19/6/2020 من طبيعة النفس البشرية ميلها لإثبات صحة وجهة نظرها وماتراه حقيقة ، ولايتحرر من هذه النزعة إلا من حرر عقله من الهوى وحظوظ النفس بقبول الحق حتى ولو كان ممن يخالفه ويختلف معه فالإختلاف أمر صحي ومفيد وأرض خصبة لنمو الأفكار وتلاقحها ، وهو فرصة لتحفيز العقل على التأمل والبحث ، والتأني في الحكم على الحقائق والإحتمالات وتمحيص الأفكار من العادات العقلية التي يندب إليها في الحوار وحال الإختلاف . في بعض مجالسنا حواراتنا جامدة بلاروح وليس فيها منطقة رمادية حرة لتنشيط الذهن تعطي فرصة للمحاور المتلقي بالتفكير العميق المتأمل وبالنقد والتساؤل ليتخلى عن الأفكار الجاهزة والقناعات المسبقة بعيدا عن التقليد والتبعية العمياء ، وأحيانا طرح الأفكار بشكل مباشر قد لايلاقي القبول أو الإستيعاب من الطرف الاخر وكأن الفكرة مفروضة عليه وبذلك ربما يصر على فهمه ومايعتقده ، ولكن هذا الشعور سيتلاشى عندما نؤمن بوجود مساحات مشتركة بيننا في حواراتنا نتفق عليها كإيماننا بوجود مساحات للإختلاف والتي لولاها ماتحاورنا وشعرنا بحاجتنا للحوار مع الآخر ولكن تعزيز وتفعيل المساحات المشتركة

الشخصية القلقة والإشاعات ( جريدة الرياض )

يميل البعض للركض خلف الأوهام والخرافات وبما يوافق أهوائهم في تكذيب الصدق وتصديق الكذب وكل مايردهم من معلومات وأخبار مباشرة دون فرز وتدقيق خصوصا وقت الشدائد والأزمات وفي مختلف الظروف المثيرة للقلق بعيدا عن العقلانية والواقعية ، ويزيفون الحقائق أيضا - بقصد أو دون قصد - والأدهى من ذلك حين يساهمون في نشرها في عصر التقنية والتي من المفترض أن تكبح جماح هذا التسابق في نقل هذا التدفق المعلوماتي والإخباري لتوفر المصادر الموثوقة ، وتستغرب أن من بين هؤلاء مثقفين ومن يحملون الشهادات العليا ! والحقيقة أنهم ضحايا لقيود فكرية محكمة تسير أفكارهم سواء كانت نفسية أو إجتماعية أو غيرها ولاينجو منها إلا القليل . يصنف هذا النوع من البشر بأنهم ( قلقون ) ويغلب عليهم التوتر والتشاؤم والنظر للأمور بسوداوية وتضخيمها وتهويلها لأن طريقة تفكيرهم قد تشكلت على الرؤية السلبية ، وأصحاب الشخصية القلقة كذلك يتسمون بتبني الإستجابة الفكرية والسلوكية السلبية للأحداث قبل وقوعها واكتمالها وتجاه الأشخاص وأبسط المواقف ، وردود أفعالهم لاتعرف التفاؤل بل ميالة لكل ماهو سيء وغالبا ماتكون عاطفية ومندفعة ويحركها الحماس .