المشاركات

عرض المشاركات من 2020

متلازمة السناتوك ( جريدة الرياض )

 محمد العتيبي - جريدة الرياض 9 ديسمبر 2020 يحدث أن تجلس في مكان عام ويجلس بجانبك أو بالقرب منك أحد الأشخاص وهو مشغول بجهازه الجوال والأصوات المزعجة تنبعث منه سواء كانت نغمة رنين مزعجة أو تسجيلات صوتية والأدهى من ذلك - وهو محور حديثنا --عندما يتنقل في السماع والمشاهدة للمقاطع بأنواعها في دقائق ولحظات بشكل سريع وبصوت عالٍ وكأن المكان ملكه ولا يشاركه فيه أحد، وهذا ماحصل معي قبل أيام في انتظار عيادة أحد المستشفيات حينما انشغل أحدهم بمقاطع جواله متنقلا مرة يستمع لأغنية ومرة لما يسمى بالشيلات ثم انتقل بسرعة البرق مستقرا به الحال على مقطع لقارئ يقرأ القران بعد أن بدد سكون المكان وهدوءه وصدع رؤوسنا وأتلف أعصابنا!! ومثل هذا الموقف للأسف كثيرا ما يتكرر . الحقيقة أن هذا النوع من البشر قد اعتادوا على الفوضوية في حياتهم القلقة وعزلتهم التقنية وصخبها عمن حولهم فضلا عن ذواتهم، فأصبح الوضع لديهم طبيعيا بل غير الطبيعي عندهم هو الهدوء والسكون والتأمل والتفكير الإيجابي وربما لو طلبت منهم استخدام سماعات الأذن أو خفض الصوت ربما يستغربون وينظرون لك بازدراء ويصفونك بأنك (إنسان معقد)! ومما زاد الأمر سوءا هو ظ

المجتمعات والتوترات الثقافية ( جريدة الوطن )

  ترى بعض التعريفات الواقعية للثقافة بأنها : ( كل مايتكون من أشكال السلوك المكتسب الخاص بمجتمع إنساني معين أو بجماعة معينة من البشر ) ، ومنها تعريف مؤسس علم الأنثروبولوجيا الثقافية الإنجليزي إدوارد تايلور للثقافة بمعناها الواسع بأنها : ( ذلك الكل المركب الذي يشمل المعرفة والعقائد والفن والأخلاق والقانون والعرف وكل المقدرات والعادات الأخرى التي يكتسبها الإنسان من حيث هو عضو في المجتمع )  .   في علم الإجتماع ومجال الدراسات الإجتماعية هناك مايسمى في الثقافة ب ( العموميات الثقافية ) وهي السمات العامة للعناصر الثقافية المشتركة التي تسود أفراد المجتمع وتعطي المجتمع وحدته التي تتمثل في وحدة المشاعر ووحدة العادات والتقاليد والممارسات التي يشترك فيها الأفراد كالشعائر والمعتقدات الدينية واللغة وهي عامل من عوامل التماسك للمجتمعات ، وهناك مايسمى ب ( الخصوصيات الثقافية ) وهي العناصر الثقافية والتي تؤدي للتمايز بين الأفراد دون أن تتعارض مع التجانس الثقافي العام فالموقف الواحد تتم معالجته بطرق وأنماط ثقافية متنوعة تختلف من مجتمع صغير لآخر وكذلك من شخص لآخر ، وهذا التجانس العام يعتمد إلى حد كبير ع

الكراهية والمنهج القراني ( جريدة الرياض )

في سورة الأنعام نهى الله عزوجل المسلمين عن سب آلهة المشركين التي يعبدونها من دون الله – رغم أنها باطلة – لكي لايكون ذلك مبررا لهم لسب الخالق الحق عزوجل ومعاملة المسلمين بالمثل فيقول سبحانه : ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم .. ) الآية ، ولم يقل سبحانه ولا تقتلوا أو ولاتدبحوا  ! فالنهي عن السب يستوجب بالضرورة الإمتناع عن ماهو أشد منه .   ماجرى في فرنسا ومايجري هذه الأيام من موقفها تجاه المسلمين والإساءات المتكررة للرسول صلى الله عليه وسلم من خلال الرسومات الساخرة وتأكيد رئيسها على إستمرارها في ذلك لمحاربة التطرف والكراهية وأن ذلك من حرية العلمانية التي قامت عليها دولته لايرضاه أي مسلم غيور بلاشك ! ومثل هذه الحرية التي تحدث عنها الرئيس الفرنسي ماكرون والقائمة على إستفزاز عقائد الآخرين وعدم إحترام خصوصيتهم الدينية لايمكن أن تصنع السلام والوئام بل ستزيد من نار التعصب والعنف والإرهاب والكراهية ، وعلى كل حال فالعنصرية والعداء ضد الاسلام وغيره ليس بالجديد فهي موجودة منذ صدر الإسلام في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته ومن جاء بعدهم من السلف والحكام المسلمين وم

أزواج مضطربون وزوجات مضطهدات ؟! ( صحيفة الوطن السعودية )

  محمد العتيبي - صحيفة الوطن السعودية 25 أكتوبر 2020 من خلال مااسمع من قصص وماوقفت شاهدا عليه أو من خلال مايردني من رسائل لاحظت أن هناك زوجات يعانين ويتألمن بصمت من أزواج أقل مايقال عنهم بأنهم ذكور فاقدين للرجولة والأهلية وليس لديهم ذرة احترام لشريكات حياتهم ولاهم لهم سوى إشباع رغباتهم ونزواتهم والوصول لنشوة التسلط وقهرهن ، وأكبرخطأ ترتكبه كثير من أولئك الزوجات هو السكوت والرضوخ للعيش مع شخص غير سوي لايحترمها على حساب كرامتها وصحتها وكيانها المستقل ، وكيف تصبر زوجة على زوج يضربها ويهينها بإستمرار أو كيف تتعايش مع رجل شكاك حول حياتها لجحيم بداعي الغيرة ؟! أو مع مدمن مخدرات أو مع من يمنعها من حقها في زيارة والديها .. ؟؟ ومثل ذلك مما يدمر حياة المرأة بدلا من أن يجعلها أكثر إستقرارا ، ربما نتفهم صبرها عليه ومحاولة توجيهه والتفاهم معه في باديء الأمر مرة ومرتين أو ثلاثاً لحل مثل هذه المشكلات ولكن استمرارها على المدى الطويل بداعي الصبر عليه لعل وعسى أن يتغير يجعل الزوجة تحرق نفسها بنفسها ، وربما تتعذر بوجود الأطفال أو عدم قدرتها على المواجهة وشعورها بالضعف أو تصبر لإعتقادها بأن نار هذا الزوج

اسئلة الأطفال الايمانية ( جريدة الرياض )

 محمد العتيبي - جريدة الرياض 13 أكتوبر 2020 هل أزعجتك أسئلة طفلك؟ هل تجد أحياناً حرجاً في الإجابة عنها خصوصاً تلك المتعلقة بالأسئلة الوجودية؟ عن مثل هذه الأسئلة الطبيعية التي تتكرر دائماً يأتي كتاب (أسئلة الأطفال الإيمانية) لمؤلفه الأستاد عبدالله الركف والذي يقدم فيه إجابات ضرورية جداً لتلك الأسئلة -خصوصاً في عصرنا الحاضر المنفتح على مصراعيه- لتنشأ العقيدة الصحيحة والراسخة لأبناء المجتمع المسلم وليتخلقوا بالأخلاق الحميدة وحب الخير ولينشأ لنا أفراد متزنون عقلياً ونفسياً وعاطفياً فاعلين ونافعين في مجتمعاتهم وقبل كل ذلك محبون لخالقهم. قسّم المؤلف الكتاب لفصلين: فصل يتحدث فيه حول التربية الإيمانية مفهومها، وأهميتها، وأهدافها، وثمارها، ومحاورها، وأساليبها وأركانها.. وتحدث عن أسباب كثرة الأسئلة عند الأطفال وطبيعتها وقسم هذه الأسئلة لأقسام: أسئلة ذات طابع لغوي، أسئلة وجودية، أسئلة تمرد، أسئلة اختبارية، أسئلة القلق الطفولي، أسئلة استكشاف الجسد. وفيه تحدث عن كيفية تعامل الوالدين والمربين مع هذه الأسئلة من خلال الحوار وصياغة الأسئلة الحوارية وبعض الأساليب النافعة للإجابة عنها، كأن تطلب من طفلك أ

الحشمة .. قيمة عليا وذوق عام ( صحيفة الوطن السعودية )

 محمد العتيبي - 28 سبتمبر 2020 تعتقد بعض النساء والفتيات بأن الحرية مطلقة وأن بحثها عن السعادة يجعل لها الحق بأن تفعل مايحلو لها حتى لو كان ذلك على حساب الدين والأعراف ومباديء الذوق العام للمجتمع وهويته وهذا ليس مبررا بلا شك ، وتعظم الإشكالية عندما تصدر السلوكيات المخالفة ممن هن محسوبات على أهل العلم والمعرفة والثقافة وممن يحملن الشهادات العليا ! فإحداهن تصور جزء من جسدها المكشوف وملابسها الضيقة معللة ذلك بأن سعادتها ورضاها عن ماتفعله هو الأهم ! وأخريات يلبسن الشفاف والقصير والضيق ويخرجن للأماكن العامة – وربما يصورون أنفسهم - مستفزين للمجتمع ومخالفين للائحة  الدوق العام ودستور الدولة بقيمه العليا وماصدر من قيادتنا الرشيدة بشأن وضوح القوانين الشرعية وتأكيدها على أن ملابس المرأة لابد أن تكون محتشمة ومحترمة مثلها مثل الرجال ولامكان بيننا لمنحل أو متشدد .   الحقيقة أن مثل تلك التصرفات الدخيلة على مجتمعنا من بعض النساء هي بسبب تدني قيمة الانسان وتقديره واحترامه لذاته مما جعلها تظهر على السطح وأمام الملأ ، وهي تصرفات ينبذها كل العقلاء من كل الديانات والأمم ولايقرونها - وهنا يحضرني قرار ملكة

حياكم الله يامتابعيني ؟! ( جريدة الرياض )

 محمد العتيبي - جريدة الرياض 18 سبتمبر 2020 في أحد الأيام قلت مكررا بأن كثرة التصوير بلافائدة على برامج التواصل أصبح أمرا مزعجا وظاهرة سلبية دخيلة على خصوصية مجتمعاتنا المحافظة وحتى العقلاء في كل المجتمعات يرفضونها فردت علي احداهن قائلة : بأن هناك بوادر وعي حيث أن الكثير ممن تعرفهن في مجتمعها قد تغير تعاملهن واستخدامهن لمثل هذه البرامج من خلال تقليلهم لتصوير حياتهم اليومية بشكل كبير وملاحظ ، فقلت : هذا مانتمناه جميعا ان نصل لهذا الوعي وأكثر لأننا في الحقيقة نستغرب هذا الإدمان العجيب واللهث خلف تصوير التفاصيل اليومية من البعض لكل تحركاتهم وسكناتهم وحتى موعد أكلهم وشربهم ونومهم ابتداء من ( حياكم الله يامتابعيني ) وانتهاء بـ ( تصبحون على خير يامتابعيني ) حتى لو كان طرحه ساذجا بلا هدف ؟!     نتفق جميعا بأن الانسان إجتماعي بطبعه ولسنا ضد المشاركات المقننة والمفيدة التي لاتنتهك الخصوصية أو على الأقل تلك التي تعود بنفع مادي لأصحابها أو للتسويق التجاري وعرض المنتجات الفكرية ، ولكن نحن ضد كثرة الثرثرة وكشف المستور الذي لايفيد المتلقي بشيء والتي تجعلنا نضع علامة استفهام كبيرة تدعونا للتوقف وتأمل

الزمن الدارويني والنصوص الدينية ( جريدة الرياض )

 محمد العتيبي - جريدة الرياض 5 سبتمبر 2020 يعتقد عالم الأحياء التطوري البريطاني ريتشارد دوكنز مؤلف كتاب (وهم الإله) والذي يتبع للمدرسة الداروينية بأن الكون أقدم من الحياة التي عمرها ما يقارب 4 مليارات سنة والذين تعرفوا على هذا العمر من خلال الأحافير، وبأن أصل الكائنات كلها بكتيريا ضوئية أحادية الخلية تتحول وتتغير وراثيا على مدى مئات الملايين من السنين عبر تطورات جينية من خلال ما يسمى بـ(الانتخاب الطبيعي) العشوائي التراكمي وبأن دقة وتصميم هذا الكون بسبب الطبيعة، وأن هذه البكتيريا الضوئية جاءت بالصدفة من خلال ظروف وشروط زماكانية مناسبة مما جعله يدخل في مأزق الأسئلة عن النشأة الأزلية للكون (ما قبل أصل الكائنات).. وهكذا.   لست هنا للحديث عن دوكينز (وأيديولوجيته) وإنكاره لوجود الخالق - عز وجل - ولا عن تبنيه للنظرية التي يغلب عليها الافتراضات والتخمينات والتي رد على أخطائها وتناقضاتها بالعموم كثير من المتخصصين المعتبرين ومن علماء الغرب أنفسهم، ولكن من المهم هنا على بعض أتباع الأديان، ومنهم المسلمون - الذين يعتقدون أن بيننا وبين آدم عليه السلام عشرة آلاف سنة أو أقل من ذلك - ألا يغرقوا في نظري

لغتنا العربية والانهزامية الثقافية ( جريدة الرياض )

 محمد العتيبي - جريدة الرياض 27 أغسطس 2020 في يوم من الأيام وقبل أحد اللقاءات التلفزيونية قال لي بعض الأحبة ناصحاً: احرص على استخدام المصطلحات الإنجليزية أثناء الحوار لتحوز على رضا القناة والقائمين على البرنامج وليزيد التفاعل ومشاهدات الحلقة!  البعض يعتقد بأنه عندما يتكلف ويتحدث بغير لغته فذلك دليل تميزه وأن الآخرين سيحترمونه وسيشد انتباههم ويعلون من شأنه وغير ذلك من الاعتقادات، وليس الحرص على التحدث أو الكتابة بالإنجليزية مقتصراً على الأفراد المستقلين وربما يكون الأمر أهون قليلاً ومقبولاً ولكن أن يحدث ذلك من قطاع أو في وسط منظومة فهنا يحتار كل لبيب كأن يرسل أحد البنوك لعملائه رسائل نصية باللغة الإنجليزية وكذلك استخدام شركات الاتصالات للكلمات الإنجليزية في شعاراتها أو عندما يخلط مذيعون في برنامج إذاعي مصطلحات إنجليزية بالعربية وهم محسوبون على جهاز حكومي كالإعلام! والأمثلة كثيرة لمن يستخدمون اللغة الإنجليزية في غير موضعها بلا حاجة وضرورة ويكون تأثيرها على المتلقي من حيث لا يشعر. كيف نرضى بهذه الانهزامية الثقافية والتحدث بغير لغتنا ونحن دولة عربية لغتها الأم العربية لغة القرآن وغالب سكان

تعزيز الصحة المجتمعية ( جريدة الرياض )

محمد العتيبي - جريدة الرياض 18 أغسطس 2020 الإنسان الطبيعي يعمل ويجتهد في الظروف العادية ولكن عندما تكون هناك محفزات ومكافآت - أياً كان نوعها - فإنها نفسياً وبلا شك ستجعله يعطي أكثر مما عنده وبكل ما يملك من طاقة وسيفعل كل ما بوسعه للحصول على ما يريد وبتكرار الفعل بمرور الوقت سيصبح غالباً عادة تلازمه ويصعب الفكاك عنها ولن تكون حينها بحاجة لأي ظرف أو محفز خصوصاً عندما يرى تأثيرها ونتائجها الإيجابية. في روسيا لفتت نظري طريقة جميلة لتشجيع السكان على ممارسة الرياضة للحفاظ على الصحة واللياقة البدنية وللحد من أمراض السمنة وذلك عندما أطلقت هيئة النقل الروسية من خلال إدارة مترو الأنفاق مبادرة لذلك حين وضعت في محطات المترو في موسكو مكائن آلية لصرف التذاكر مجاناً مقابل القيام بتمرين رياضي حيث يقف الشخص أمامها ليظهر له نوع التمرين المطلوب منه أداؤه مثل تمرين القرفصاء (القيام والجلوس) 30 مرة، وهذه المبادرة بلاشك لاقت استحسان المجتمع الروسي وزواره، ومثل هذه الفكرة الجميلة أتمنى أن يتم تطبيقها لدينا في بلادنا إذ ليس لدي شك بأن المسؤولين هنا حريصون كل الحرص على تبني مثل هذه الأفكار الخلاقة وكل ما من شأ

كيف نجعل لقاءاتنا العائلية إيجابية؟ ( جريدة الرياض )

محمد العتيبي - جريدة الرياض 6 أغسطس 2020 بحكم ماتتميز به مجتمعاتنا من ترابط وعلاقات وطيدة بين أفرادها فإن الإجتماعات تكثر وتتكرر خصوصا التجمعات العائلية الصغيرة - والتي هي محور حديثنا للرجال والنساء على حد سواء - وأعني تحديدا تلك المجالس التي يكون متوسط تعدادها مايقارب ال 30 شخصا تزيد أو تنقص قليلا ، والتي تتكون غالبا من كبارهم ( الأجداد ) وأولادهم وأحفادهم حيث يجتمعون في دوريات شبه ثابتة ، ويختلف ذلك بالطبع من عائلة لأخرى حسب ظروفهم وأماكن تواجدهم فبعضهم يجتمع كل شهر وآخرين يكون لقائهم ربع سنوي أو نصف سنوي والبعض الآخر كل سنة في الأعياد وآخرون تجمعهم المناسبات المختلفة . البعض للأسف ينسى أو يفوت عليه استغلال مثل هذه المجالس لتكون مثمرة بدلا من أن تكون روتينية مملة تغلب عليها الرسمية وذلك حينما يستأثر بعض أفرادها بالحديث - وربما تكون هذه الأحاديث سلبية ومجرد ثرثرة لاتخلو من الإسترسال -  بينما الباقين ملتزمين بالصمت وكأنه مفروض عليهم فتنتهي مثل هذه اللقاءات وكأنها لم تكن ، بل تجد ابن السابعة في هذه المجالس يحضرها ويخرج وربما يصل عمره للعشرين وهو لم يشارك الحديث أو يتفوه بكلمة واحدة ؟! و

غسيل أفكار ( جريدة الرياض )

محمد العتيبي - جريدة الرياض 1 أغسطس 2020  يقول الإستشاري النفسي والتربوي الدكتور مصطفى أبوسعد : بأن هناك ممثل أمريكي مشهور - لم يكمل دراسته المبكرة - سأله مذيع في أحد البرامج : كيف حققت هذه الشهرة في مجال السينما وأصبحت أفلامك هي الأكثر سعرا وانتشارا وأنت لم تلتحق إلا بالمدرسة الإجبارية ؟ فرد عليه الممثل : بالعكس انا محظوظ فلو أنني أكملت دراستي لأفسدت المدرسة والمدرسين عقلي ولن أحقق ماحققته ! ومباشرة في اليوم التالي للقاء غاب عن المدرسة مليون ونصف طالب أمريكي على الرغم من أن معدل الغياب اليومي الطبيعي ربع مليون طالب ! فتقصى المسؤولون والمختصون الإجتماعيون في وزارة التعليم هذه الظاهرة الغريبة فوجدوا أن تصريح هذا الممثل في التلفاز هو السبب ..؟! هذه القصة المختصرة التي نقلتها بتصرف تكشف مدى تأثير الإعلام الرسمي بكل وسائله إضافة لبرامج التواصل الإجتماعي والتي تتصدر المشهد حاليا ، ولايخفى على كل عاقل تأثير المشاهير ونجوم الإعلام في كل المجالات على كثير من الكبار فكيف بالصغار والأطفال الذين يعتبرونهم قدوات وملهمين ؟! والمصيبة إن كان مايقدم من محتوى هابط يميل بهم عن النقاء ويغسل براءة أدمغتهم

حيل نفسية تساعدك على القراءة ( جريدة الرياض )

محمد العتيبي - جريدة الرياض 24/7/2020 للقراءة طقوسها والتي تختلف من قاريء لآخر وأعني هنا تحديدا الكتب الورقية ، فالغالبية من محبي القراءة عند إقبال النفس يفضلون أن يكون المكان هادئا ومرتبا بعيدا عن البشر وعن كل المشتتات والملهيات من جوال وتلفزيون وغيرها بغض النظر عن المكان ، وهناك آخرون لايهمهم كل ذلك ومن حولهم عندما ينتابهم شعور الرغبة في القراءة ، ولكن في بعض الأحيان ينتاب القاريء عموما - سواء المعتاد على القراءة أو المبتديء - شعور بالملل والفتور من القراءة وربما يؤدي ذلك للإبتعاد عنها وقت طويل ، وفي هذه الحالة يستحسن به أن يتبع بعض الحيل النفسية أو التكنيكات التي تساعده في إستعادة لياقته "القرائية " فالعقل كالعضلة بحاجة للتمرين المستمر لكي تكون العودة للقراءة أسهل وأسرع في أقصر مدة . عندما يتسلل هذا الشعور فيستحسن بك قراءة الكتب الخفيفة أو المجلات المسلية إبتداء ،ً وجرب أن تقرأ في وضعية الوقوف أمام مكتبتك ، ولايمنع أن تقرأ كتبك من الصفحة الأخيرة تنازليا خصوصا إن كانت المواضيع والأفكار غير مترابطة ، وعندما تمسك الكتاب لاتشعر نفسك بأن أمامك مهمة كبيرة تحتاج فيها لقرا

الحقيقة أم الإنتصار ( جريدة الوطن السعودية )

محمد العتيبي - 15/7/2020 يقول الفيلسوف الألماني شوبنهاور : ‏« إن إرادة الحياة هي الغرض الأول في سلوك الإنسان ، وماطلب الحقيقة في الغالب إلا عرض ثانوي قد يتلبس بالخداع أحيانا » وهو هنا يقصد أن الفرد يميل للجدل ليفرض قناعاته ومايراه أنه حقيقة مطلقة ليتغلب على محاوره أو خصمه وهذا بلاشك يجعله معرضا للعداوات والخصومات ، والعاقل في ميدان الحوار لايهمه الإنتصار لرأيه بقدر مايهمه أن يصل للحقيقة وهذه الثقافة - ثقافة غلبة الرأي - هي من عيوب المنطق القديم منذ العهد الإغريقي والتي تقتضي بأن الحقيقة مطلقة وليست نسبية . البعض عندما يدلي برأيه في موضوع ما فإنه يقطع به جازما ولايبدي حوله الشكوك بأن يكون خاطئا بل ويرفض ذلك ، وحتى عند المفاضلة والمقارنة بين أمرين أو شيئين تجده يثني ثناء كثيرا على أحدهما وربما طرح الأدلة والقرائن والبراهين التي تدعم مايقول وكأنه الأفضل على الإطلاق وكذلك عند المفاضلة في الجودة أو القيم والأخلاق أو أي شيء كان ، ونسي بأن التناقض أصيل في طبيعة الكون كما يقول ( هيجل ) ، وهذه حقيقة فكل إنسان في مراحل حياته يمر بتحولات فكرية نفسية تجعله لايستقر على حال ورأي تجعله يغير معت

كيف تكون شخصية منفرة .. ؟! ( جريدة الرياض )

محمد العتيبي - جريدة الرياض 9/7/2020 هناك بعض البشر يمارسون بجهل تصرفات خاطئة، والبعض الآخر للأسف يصر عليها بعلم ظنا منه أنها غير مؤثرة، وهم بذلك ينفرون الآخرين منهم عاجلا أو آجلا وربما يستغربون سبب هذا النفور! والحقيقة هي أنهم جميعا يفتقدون لبعض المهارات اللازمة وتنقصهم المعرفة الضرورية التي تجعلهم شخصيات إيجابية لها جاذبيتها وتأثيرها، ومن خلال ملاحظاتي الدقيقة لاحظت سلوكيات وطبائع أوجزت بعضها هنا في عدة نقاط لتجعلك شخصية منفرة بامتياز فاقرأها وشمر عن ساعديك ومارسها واستمر عليها إن كنت تريد ذلك: أكثر من التنظير والانتقاد وإلقاء اللوم على الآخرين وأنت تجهل ظروفهم، أكثر من المن على الآخرين وذكرهم كل حين بكل معروفٍ فعلته وبعطاياك وهداياك والمناسبات التي أقمتها لهم وأنشرها ورددها في المجالس، أكثر من الأسئلة وكن فضوليا وتدخل في شؤون الآخرين وخصوصياتهم: وين تشتغل؟ كم راتبك؟ بيتك ملك؟ وين كنت أمس ما شفت سيارتك؟! وفي نفس الوقت كن كتوما واغضب إذا سألك أحد! وقل رأيك في ما يفعله الآخرون دون أن يطلبوا منك المشورة. تباهَ بمن تعرفه من المشاهير وأصحاب الجاه والمال واركض لهم مسرعا إذا رأيتهم مهم

تأجيل الدراسة أو التعليم عن بعد ( جريدة الرياض )

محمد العتيبي - جريدة الرياض 21/6/2020 وأنا أقرأ خبر إعلان الإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض عن وصول دفعة جديدة من المقررات الدراسية لمستودعاتها استعداداً للعام الدراسي المقبل تواردت في ذهني عدة أسئلة عن إمكانية استمرار الدراسة من عدمها في ظل أزمة كورونا، خصوصاً أن بعض المسؤولين والمختصين يرون أن تداعيات هذه الجائحة قد تستمر حتى نهاية هذا العام 2020، هل يكفي وعي الطلاب بخطر كورونا خصوصاً طلاب المرحلة الابتدائية وما دونها؟ وهل برامج التوعية المقررة كافية؟ وماذا عن جاهزية البيئة التعليمية بوسائلها وأدواتها للتعامل مع هذا الوباء؟ وهل الكوادر الإدارية والتعليمية قادرة على تطبيق الإجراءات الاحترازية بحذافيرها على الطلاب والطالبات؟ ونحن كما نعلم بعددهم الكبير في المدارس وتزاحمهم الشديد الذي ربما قد يعيق الجهود المبذولة في السيطرة عليهم وهي التي قد تنجح من قبل أهاليهم خارج أسوار المدرسة في الحديقة أو السوق والأماكن العامة عموماً للتحكم بهم أكثر. الحقيقة ليس هناك شك أن الكثير من الآباء والأمهات والمربين في ظل هذه الظروف يقلقهم التفكير في كيف سيكون وضع أولادهم في المدارس وكيف يتعايشون مع

هل نرتقي بالنقد أم بالإنتقاد ؟ ( جريدة الرياض )

محمد العتيبي - جريدة الرياض 15/6/2020 هل الانتقاد طبيعي؟ وهل هو فطرة إنسانية أم مكتسب وطارئ؟ وما الفرق بين النقد والانتقاد؟ وكيف نصل للإصلاح والسمو في علاقاتنا وتعاملاتنا دون أن تتأثر؟ يحكى أن رساماً كان يباهي ويتحدى برسوماته وفي يوم من الأيام رسم لوحة وكتب عليها (إذا رأيت خطأ في هذه الرسمة فضع عليه علامة) ووضعها في مكان عام أمام مرأى كل العابرين وأصبح كل من مر بها يأخذ الريشة ويضع علامة، وحين حل المساء وجد اللوحة مليئة بالعلامات فغضب وذهب لمعلمه الأول في الرسم وأخبره بما حصل فقال: لا بأس لدي الحل، فقط أرسم مثلها من جديد وضع تعليقاً (إذا رأيت خطئا في الرسمة فقم بتعديله) فأعادها في نفس المكان فرجع إليها بعد أيام ولم تتغير!. مثل هذه الحكاية - وبغض النظر عن مصداقيتها - تظهر لنا حرص البعض وإدمانهم على الانتقاد بعيداً عن النقد الإيجابي والتقويم الصحيح، وهنا لا بد أن نفرق بينهما فالنقد عادة صاحبه منصف وغير منحاز ولا يقيم أي فكرة أو عمل إلا إن كان ذا خبرة أو متخصصاً ولديه علم يؤهله للنقد وتصويب الأخطاء وتبيان الحقائق وتفنيد الحجج بطريقة منهجية مع توضيح الإيجابيات والسلبيات دون التعرض

النظم القرآني .. مقاصد ودلالات ( جريدة الرياض )

ليس من عادتي الكتابة عن الكتب واستعراضها ولكن لأهمية الموضوع قادتني حروفي للتحدث عن كتاب ( الإعجاز القرآني وأثره على مقاصد التنزيل ) للدكتورة / رجاء بنت محمد عودة ، وهو كتاب من الحجم الصغير لايتجاوز ال 90 صفحة ولكنه عميق في محتواه بترتيبه السلس والمنظم للمواضيع ، وتتناول الكاتبة فيه أهمية الفهم العميق للقرآن الكريم من خلال تركيزها على الإعجاز في خصوصية النظم القرآني ليجلي فهم المعاني والدلالات المعرفية للآيات وليكشف مقاصد التشريع فيها من خلال خصائص ( لغوية وصرفية وبلاغية ) تندرج تحت أربعة مباحث إعجازية هي : عموم السياق القرآني وفي الآية الواحدة وفي المفردة القرآنية ومن خلال الإستخدام الحرفي . فلو أخذنا على سبيل المثال في السياق العام من الجانب اللغوي الترادف اللفظي في الآيات بين  ( الزوجة ) و ( المرأة ) كما في قوله عزوجل : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَة .. } ًوقوله عزوجل : { امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ } و { امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ

حواراتنا ومساحات الإختلاف والإشتراك ( جريدة المدينة )

محمد العتيبي - جريدة المدينة 19/6/2020 من طبيعة النفس البشرية ميلها لإثبات صحة وجهة نظرها وماتراه حقيقة ، ولايتحرر من هذه النزعة إلا من حرر عقله من الهوى وحظوظ النفس بقبول الحق حتى ولو كان ممن يخالفه ويختلف معه فالإختلاف أمر صحي ومفيد وأرض خصبة لنمو الأفكار وتلاقحها ، وهو فرصة لتحفيز العقل على التأمل والبحث ، والتأني في الحكم على الحقائق والإحتمالات وتمحيص الأفكار من العادات العقلية التي يندب إليها في الحوار وحال الإختلاف . في بعض مجالسنا حواراتنا جامدة بلاروح وليس فيها منطقة رمادية حرة لتنشيط الذهن تعطي فرصة للمحاور المتلقي بالتفكير العميق المتأمل وبالنقد والتساؤل ليتخلى عن الأفكار الجاهزة والقناعات المسبقة بعيدا عن التقليد والتبعية العمياء ، وأحيانا طرح الأفكار بشكل مباشر قد لايلاقي القبول أو الإستيعاب من الطرف الاخر وكأن الفكرة مفروضة عليه وبذلك ربما يصر على فهمه ومايعتقده ، ولكن هذا الشعور سيتلاشى عندما نؤمن بوجود مساحات مشتركة بيننا في حواراتنا نتفق عليها كإيماننا بوجود مساحات للإختلاف والتي لولاها ماتحاورنا وشعرنا بحاجتنا للحوار مع الآخر ولكن تعزيز وتفعيل المساحات المشتركة

الشخصية القلقة والإشاعات ( جريدة الرياض )

يميل البعض للركض خلف الأوهام والخرافات وبما يوافق أهوائهم في تكذيب الصدق وتصديق الكذب وكل مايردهم من معلومات وأخبار مباشرة دون فرز وتدقيق خصوصا وقت الشدائد والأزمات وفي مختلف الظروف المثيرة للقلق بعيدا عن العقلانية والواقعية ، ويزيفون الحقائق أيضا - بقصد أو دون قصد - والأدهى من ذلك حين يساهمون في نشرها في عصر التقنية والتي من المفترض أن تكبح جماح هذا التسابق في نقل هذا التدفق المعلوماتي والإخباري لتوفر المصادر الموثوقة ، وتستغرب أن من بين هؤلاء مثقفين ومن يحملون الشهادات العليا ! والحقيقة أنهم ضحايا لقيود فكرية محكمة تسير أفكارهم سواء كانت نفسية أو إجتماعية أو غيرها ولاينجو منها إلا القليل . يصنف هذا النوع من البشر بأنهم ( قلقون ) ويغلب عليهم التوتر والتشاؤم والنظر للأمور بسوداوية وتضخيمها وتهويلها لأن طريقة تفكيرهم قد تشكلت على الرؤية السلبية ، وأصحاب الشخصية القلقة كذلك يتسمون بتبني الإستجابة الفكرية والسلوكية السلبية للأحداث قبل وقوعها واكتمالها وتجاه الأشخاص وأبسط المواقف ، وردود أفعالهم لاتعرف التفاؤل بل ميالة لكل ماهو سيء وغالبا ماتكون عاطفية ومندفعة ويحركها الحماس .

تاريخك وقيمتك فيما تنتجه ( جريدة الرياض )

محمد العتيبي - جريدة الرياض 26 مارس 2020 استوقفتني كلمات عميقة للدكتور عبدالله الغذامي في أحد المقابلات مانصها: (.. الذي يغير صورتك في التاريخ هو ماتنتجه وليس ماتدافع به..) وهذا هو عين العقل فقيمتك الحقيقية فيما تنتجه من صناعات وابتكارات وغيرها في مختلف المجالات الاقتصادية للوصول إلى جودة الحياة الكريمة في الرخاء وفي الأزمات والأحداث أو حتى في الحروب، ويتأكد ذلك وقت الأزمات حينما رأينا تدافع الناس في بعض الدول على المتاجر وخوفهم من نفاد المواد الغذائية لشعورهم بعدم الأمان، والثقة بحكوماتهم وأنظمتهم في أزمة (وباء كورونا - كوفيد 19) وغيرها من الأزمات، وبالفعل ظهرت نتائج ذلك التخوف من خلال نقصها، وكذلك القصور الواضح في النظام الصحي وفي الإمدادات الطبية، وعدم توفر المخزون الكافي منها مما اضطرهم للاستغاثة بدول أخرى. طغيان الفردانية على المنظومة الأخلاقية والاجتماعية - التي تضمن الحياة الكريمة للجميع - من خلال تبني سياسات الفلسفات الليبرالية الجديدة في عصرنا الحديث هو ما تنتهجه بعض الحكومات التي أفرزت مثل هذه الفوضى، وعدم الأمان عندما أعلت من شأن مصلحة الفرد، وساعدته على تحقيق الثراء

فوائد الأزمات ونموذج كورونا ( جريدة الرياض )

محمد العتيبي - جريدة الرياض 17 مارس 2020 دوماً تؤكد المملكة للعالم أنها رقم صعب في كل المجالات، في المحن منح كما يقال وفي الأزمات تتكشف الأمور وتتغير موازين القوى ويصمد الحالمون وفي أزمة وباء كورونا (كوفيد 19) تحديدا تظهر المملكة كفاءتها مجددا في إدارة الأزمات وذلك بتميزها باتخاذ التدابير الوقائية بكل ذكاء واحترافية مبكرا منذ بداية الأزمة من خلال وزارة الصحة وفرق عملها العاملة ليل نهار، وتنسيقها بسلاسة مع كل القطاعات فكانت المملكة سباقة لذلك لحماية جميع ساكنيها من مواطنين ومقيمين رافعة شعار (الإنسان أولا)، فقامت بإجراءات متتابعة حيث بادرت بإجلاء مواطنيها من الخارج وحجر القادمين لها وعلقت العمرة والدراسة وكافة المناشط والفعاليات وأغلقت الحدود وعلقت الرحلات الجوية الدولية وحاصرت كل ما يساعد على انتشار الوباء، وهذا التعامل الجدي وبعقلانية مع الأزمة وبنظرة بعيدة المدى يجعل المملكة تتقدم على أكثر الدول - بما فيها الدول العظمى - لم تتحرك إلا متأخرا خوفا على سمعتها أو اقتصادها أو استهتارا من حكوماتها ومواطنيها وفضحت دولا كانت تتهم المملكة بمخالفة حقوق الإنسان فوقعت في شر أعمالها. نفتخر

العظماء لايعيشون لأنفسهم ( جريدة الرياض )

محمد العتيبي - جريدة الرياض 1 مارس 2020 في إحدى القرى النائية في الهند أصيبت زوجة شخص يدعى (ديشراث منجهي) إصابة خطيرة وبسبب بعد المستشفى عن القرية وصعوبة الطريق لم تصل سيارة الإسعاف في الوقت المناسب فماتت زوجته ثم طلب من السلطات اختصار الطريق وذلك بشق نفق في الجبل لكي لا تتكرر الحادثة ولكن للأسف لم يستجيبوا له فقرر هذا الفلاح أن يحل المشكلة بنفسه وبدأ يحفر بيديه بفأسه وأدواته البسيطة مقاوما سخرية أهل قريته به واتهامهم له بالجنون ولكنها الإرادة القوية، واستمر على ذلك 22 عاما (1960 إلى 1982) حتى شق طريقا في الجبل بطول 110 أمتار واختصر المسافة من 70 كيلومترا إلى 7 كيلومترات وقلص وقت وصول سيارات الإسعاف وسهل للأطفال الوصول لمدارسهم حتى سمي برجل الجبل وتم إنتاج فيلم سينمائي يتحدث عن قصته. هذه القصة ومثيلاتها تؤكد لنا بأن العظماء لا يعيشون لأنفسهم فنفعهم متعدٍ لغيرهم، وتحكمهم المبادئ والقيم العليا وأن الإنجازات والنجاحات لا تتحول إلى مبادرات وسلوك فعلي على أرض الواقع إلا عندما يؤمن الإنسان بقدراته ويثق بأن مايريده ويحاول الوصول إليه قادر على تحقيقه، وسيتغلب على كل التحديات والمعوقات ال

المدنية الحديثة ومأزق الديموقراطية ( جريدة الوطن السعودية )

محمد العتيبي - جريدة الوطن 22 فبراير 2020 يتطلع البعض لديموقراطية تحاول الجمع بين القيم الأساسية العليا للدين بقراءة حديثة ( كالعدل والحرية والمساواة وسيادة القانون واحترام رأي الأفراد وحرية التعبير .. الخ ) وبين دولة مدنية حديثة تعبر عن آمال الناس وطموحاتهم ، وهذه الديموقراطية بلاشك تمنح الأفراد الحقوق والضمانات الإجتماعية ولكنها للأسف في نفس الوقت قد تجعلهم عرضة لأن يكونوا ضحايا تتحكم بهم البيروقراطية ( من قوى مالية وشركات كبرى وإعلام ) وتسير الأحداث وتقرر مصائرهم ، وذلك مشاهد في الدول الديموقراطية العريقة من خلال إنخفاض عدد المقترعين وبسبب الفساد المالي وتلوث فكر بعض الساسة وتدخل الأحزاب وتحكمها ، وكل ماسبق ولد شعور الأفراد بعدم جدوى مشاركتهم السياسية .  ولأن التغيير الحقيقي لأي مجتمع مدني يتطلع للديموقراطية لايتم إلا بتغيير مابداخل أفراده - وبحسب التوجيهات السماوية ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) الرعد 11 - من خلال تبديد الدوافع والنزعات السلبية المنافية للشعور الديموقراطي فقد جاء الاسلام - الذي يحث على مصالح الدنيا والآخرة - وزرع

الجمود الفكري والمنطق الأرسطي ( جريدة الوطن السعودية )

محمد العتيبي _ جريدة الوطن 10 فبراير 2020 في القرون الوسطى، سار بعض المفكرين المسلمين على المنطق الأرسطي القائل: «إن الحقيقة مطلقة، وإن العقل البشري قادر على اكتشافها والنظر فيها». وكذلك، فإن بعض الوعاظ والمستبدين ساروا على نهج هذا المنطق لبعض فلاسفة الإغريق القدماء، هذا المنطق المناقض للواقع، والذي جعل تفكيرهم غائيا يبحث في الأمور المنتهية دون فحصها وتمحيصها ومعرفة تفاصيلها، وقد ساعد ذلك في تأخر نشأة العلوم الاجتماعية التي برز خلالها المفكر الفيلسوف «ابن خلدون» حين رفض هذا المنطق ووضع مكانه فلسفة مبنية على الواقع الاجتماعي بتفاصيله المتغيرة، وما تحويه من أحكام ومسائل. إن الحكم الأول والنهائي على الأمور، أو تعميم فكرة من الأفكار -القابلة للتغيير- هو ديدن البعض من قديم الزمان، وما زال، إذ نجد هذا المنطق يتمثل في سلوك الأفراد الذين يميلون إلى الجدل والوعظ والنقد، وتتبع عيوب الآخرين وإظهارها، ويناقضون أنفسهم حينما يزعمون ظاهرا بأنهم يبحثون عن الحقيقة، ولكنهم في عقلهم الباطن «اللاشعور»، متوارثين هذا المنطق ومتأثرين به، ومترسخا في أعماقهم، ويظهر ذلك جليا في واقعنا وخلال مواقع التواصل

إشكالية الثقة بالذات والآخرين ( جريدة الرياض )

محمد العتيبي - جريدة الرياض 14 يناير 2020 الحديث عن الثقة بالنفس حديث مهم جدا لأنه ببساطة حجر الزاوية في التعاملات وعامل نفسي مهم في العلاقات الإنسانية لأن الواثق من نفسه سيثق بالاخرين ، والثقة بالنفس إجمالا هي تصورك الإيجابي تجاه ذاتك والآخرين ، وتنشأ هده الثقة عندما يعرف الفرد ذاته وقدراته ومهاراته ومواهبه ومايملك من إمكانيات وبناء على هذا التصور والشعور يستغلها بالشكل الصحيح في الأحداث والمواقف المختلفة ، وأما تجاه الآخرين فهو شعور بالأمان بهم وبحديثهم وتصديق مايقولون ومن يثق بنفسه وبالاخرين فلن يشعر بأنهم يخدعونه أو يستغفلونه فهو على قدر من الوعي الذي يجعله يميز من يثق به والعاقل المدرك يفطن لذلك وهذه الثقة بين الناس – القريب والبعيد - هي أصل في ديننا وأساس للتماسك الاجتماعي ولو أن البشر لايثقون ببعضهم لتقطعت العلاقات وتعطلت الأعمال والمصالح العامة . الواثق من نفسه يجيد مهارات التفكير ويعترف بأخطائه ويزعجه المدح في وجهه ويتمتع بدرجة عالية من الذكاء ومهارات الاتصال والتواصل مع الآخرين وقدر من المجاملة التي لاتنافي الإعتراف بالحقائق دون أي مبالغة عند التصريح برأيه والتعا