المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠٢٠

حياكم الله يامتابعيني ؟! ( جريدة الرياض )

 محمد العتيبي - جريدة الرياض 18 سبتمبر 2020 في أحد الأيام قلت مكررا بأن كثرة التصوير بلافائدة على برامج التواصل أصبح أمرا مزعجا وظاهرة سلبية دخيلة على خصوصية مجتمعاتنا المحافظة وحتى العقلاء في كل المجتمعات يرفضونها فردت علي احداهن قائلة : بأن هناك بوادر وعي حيث أن الكثير ممن تعرفهن في مجتمعها قد تغير تعاملهن واستخدامهن لمثل هذه البرامج من خلال تقليلهم لتصوير حياتهم اليومية بشكل كبير وملاحظ ، فقلت : هذا مانتمناه جميعا ان نصل لهذا الوعي وأكثر لأننا في الحقيقة نستغرب هذا الإدمان العجيب واللهث خلف تصوير التفاصيل اليومية من البعض لكل تحركاتهم وسكناتهم وحتى موعد أكلهم وشربهم ونومهم ابتداء من ( حياكم الله يامتابعيني ) وانتهاء بـ ( تصبحون على خير يامتابعيني ) حتى لو كان طرحه ساذجا بلا هدف ؟!     نتفق جميعا بأن الانسان إجتماعي بطبعه ولسنا ضد المشاركات المقننة والمفيدة التي لاتنتهك الخصوصية أو على الأقل تلك التي تعود بنفع مادي لأصحابها أو للتسويق التجاري وعرض المنتجات الفكرية ، ولكن نحن ضد كثرة الثرثرة وكشف المستور الذي لايفيد المتلقي بشيء والتي تجعلنا نضع علامة استفهام كبيرة تدعونا للتوقف وتأمل

الزمن الدارويني والنصوص الدينية ( جريدة الرياض )

 محمد العتيبي - جريدة الرياض 5 سبتمبر 2020 يعتقد عالم الأحياء التطوري البريطاني ريتشارد دوكنز مؤلف كتاب (وهم الإله) والذي يتبع للمدرسة الداروينية بأن الكون أقدم من الحياة التي عمرها ما يقارب 4 مليارات سنة والذين تعرفوا على هذا العمر من خلال الأحافير، وبأن أصل الكائنات كلها بكتيريا ضوئية أحادية الخلية تتحول وتتغير وراثيا على مدى مئات الملايين من السنين عبر تطورات جينية من خلال ما يسمى بـ(الانتخاب الطبيعي) العشوائي التراكمي وبأن دقة وتصميم هذا الكون بسبب الطبيعة، وأن هذه البكتيريا الضوئية جاءت بالصدفة من خلال ظروف وشروط زماكانية مناسبة مما جعله يدخل في مأزق الأسئلة عن النشأة الأزلية للكون (ما قبل أصل الكائنات).. وهكذا.   لست هنا للحديث عن دوكينز (وأيديولوجيته) وإنكاره لوجود الخالق - عز وجل - ولا عن تبنيه للنظرية التي يغلب عليها الافتراضات والتخمينات والتي رد على أخطائها وتناقضاتها بالعموم كثير من المتخصصين المعتبرين ومن علماء الغرب أنفسهم، ولكن من المهم هنا على بعض أتباع الأديان، ومنهم المسلمون - الذين يعتقدون أن بيننا وبين آدم عليه السلام عشرة آلاف سنة أو أقل من ذلك - ألا يغرقوا في نظري

لغتنا العربية والانهزامية الثقافية ( جريدة الرياض )

 محمد العتيبي - جريدة الرياض 27 أغسطس 2020 في يوم من الأيام وقبل أحد اللقاءات التلفزيونية قال لي بعض الأحبة ناصحاً: احرص على استخدام المصطلحات الإنجليزية أثناء الحوار لتحوز على رضا القناة والقائمين على البرنامج وليزيد التفاعل ومشاهدات الحلقة!  البعض يعتقد بأنه عندما يتكلف ويتحدث بغير لغته فذلك دليل تميزه وأن الآخرين سيحترمونه وسيشد انتباههم ويعلون من شأنه وغير ذلك من الاعتقادات، وليس الحرص على التحدث أو الكتابة بالإنجليزية مقتصراً على الأفراد المستقلين وربما يكون الأمر أهون قليلاً ومقبولاً ولكن أن يحدث ذلك من قطاع أو في وسط منظومة فهنا يحتار كل لبيب كأن يرسل أحد البنوك لعملائه رسائل نصية باللغة الإنجليزية وكذلك استخدام شركات الاتصالات للكلمات الإنجليزية في شعاراتها أو عندما يخلط مذيعون في برنامج إذاعي مصطلحات إنجليزية بالعربية وهم محسوبون على جهاز حكومي كالإعلام! والأمثلة كثيرة لمن يستخدمون اللغة الإنجليزية في غير موضعها بلا حاجة وضرورة ويكون تأثيرها على المتلقي من حيث لا يشعر. كيف نرضى بهذه الانهزامية الثقافية والتحدث بغير لغتنا ونحن دولة عربية لغتها الأم العربية لغة القرآن وغالب سكان

تعزيز الصحة المجتمعية ( جريدة الرياض )

محمد العتيبي - جريدة الرياض 18 أغسطس 2020 الإنسان الطبيعي يعمل ويجتهد في الظروف العادية ولكن عندما تكون هناك محفزات ومكافآت - أياً كان نوعها - فإنها نفسياً وبلا شك ستجعله يعطي أكثر مما عنده وبكل ما يملك من طاقة وسيفعل كل ما بوسعه للحصول على ما يريد وبتكرار الفعل بمرور الوقت سيصبح غالباً عادة تلازمه ويصعب الفكاك عنها ولن تكون حينها بحاجة لأي ظرف أو محفز خصوصاً عندما يرى تأثيرها ونتائجها الإيجابية. في روسيا لفتت نظري طريقة جميلة لتشجيع السكان على ممارسة الرياضة للحفاظ على الصحة واللياقة البدنية وللحد من أمراض السمنة وذلك عندما أطلقت هيئة النقل الروسية من خلال إدارة مترو الأنفاق مبادرة لذلك حين وضعت في محطات المترو في موسكو مكائن آلية لصرف التذاكر مجاناً مقابل القيام بتمرين رياضي حيث يقف الشخص أمامها ليظهر له نوع التمرين المطلوب منه أداؤه مثل تمرين القرفصاء (القيام والجلوس) 30 مرة، وهذه المبادرة بلاشك لاقت استحسان المجتمع الروسي وزواره، ومثل هذه الفكرة الجميلة أتمنى أن يتم تطبيقها لدينا في بلادنا إذ ليس لدي شك بأن المسؤولين هنا حريصون كل الحرص على تبني مثل هذه الأفكار الخلاقة وكل ما من شأ