حياكم الله يامتابعيني ؟! ( جريدة الرياض )
محمد العتيبي - جريدة الرياض 18 سبتمبر 2020 في أحد الأيام قلت مكررا بأن كثرة التصوير بلافائدة على برامج التواصل أصبح أمرا مزعجا وظاهرة سلبية دخيلة على خصوصية مجتمعاتنا المحافظة وحتى العقلاء في كل المجتمعات يرفضونها فردت علي احداهن قائلة : بأن هناك بوادر وعي حيث أن الكثير ممن تعرفهن في مجتمعها قد تغير تعاملهن واستخدامهن لمثل هذه البرامج من خلال تقليلهم لتصوير حياتهم اليومية بشكل كبير وملاحظ ، فقلت : هذا مانتمناه جميعا ان نصل لهذا الوعي وأكثر لأننا في الحقيقة نستغرب هذا الإدمان العجيب واللهث خلف تصوير التفاصيل اليومية من البعض لكل تحركاتهم وسكناتهم وحتى موعد أكلهم وشربهم ونومهم ابتداء من ( حياكم الله يامتابعيني ) وانتهاء بـ ( تصبحون على خير يامتابعيني ) حتى لو كان طرحه ساذجا بلا هدف ؟! نتفق جميعا بأن الانسان إجتماعي بطبعه ولسنا ضد المشاركات المقننة والمفيدة التي لاتنتهك الخصوصية أو على الأقل تلك التي تعود بنفع مادي لأصحابها أو للتسويق التجاري وعرض المنتجات الفكرية ، ولكن نحن ضد كثرة الثرثرة وكشف المستور الذي لايفيد المتلقي بشيء والتي تجعلنا نضع علامة استفهام كبيرة تدعونا للتوقف وتأمل