المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٩

هل الدين شامل ؟ ( صحيفة الرياض )

محمد العتيبي - صحيفة الرياض 20 مايو 2019 لاحظت مؤخرا أن البعض ينفي شمولية الدين الإسلامي ويكتفي بقوله إنه كامل فقط وليس بشامل، ومبرره لذلك القول هو تصوره بأن الشمول يقتضي أن يكون لكل شأن من شؤون الحياة حكم يجب الرجوع له ومفتٍ نستفتيه وقت الحاجة، وأن ذلك مخالف للواقع كما يعتقد ومن العقلانية والمنطق أن لا نقحم الدين في كل شأن بل نرجع للمتخصصين كلٍّ في مجاله (المعلم، الطبيب، المهندس.. إلخ) لأن ذلك مرده العقل والتفكير ، نحن لا ننكر أهمية التخصص ولا ندعو لتجاهل العقل وإستخدامه وفي نفس الوقت يجب أن لا ننسى أن الدين هو المنظم والمهذب لكل تعاملاتنا وأنه أساس الأخلاق كلها، بل يدعو إليها لتنهض المجتمعات والشعوب والإنسانية بكل أفرادها ولو لم يكن الإنسان مهذباً في نفسه وتعاملاته مع الآخرين لفسدت كل القوانين والأنظمة الوضعية التي هي من صنع البشر ولم تستقم بذلك الحياة ، وتعاملنا مع أهل التخصص واحتياجنا لهم لا يلغي شمولية الدين ، فلو أن مهندساً تم تكليفه بترسية أحد المشاريع الحكومية على شركة من الشركات المتنافسة – بنظام المناقصات – وهو مستنفع مرتشٍ عديم الذمة والصدق والأمانة ولم يهذبه الدي

الإنطوائية والعبقرية ؟! ( صحيفة الرياض )

شاع عند كثير من الناس أن الانطوائية أمر سلبي وأنها حالة مرضية تستدعي التدخل لعلاجها، وتصور صاحبها بمنظر حزين وكئيب يحمل بداخله العدوانية والكراهية للآخرين، والعكس من ذلك الشخصية الاجتماعية (الانبساطية) والتي تصور بأنها هي الوضع الطبيعي. وليس المقام هنا لتفضيل شخصية على أخرى، ولكن تسليط الضوء على الشخصية الانطوائية والنظرة القاصرة تجاهها هما بمثابة التحفيز للانطوائيين ليتعرف كل فرد منهم على مواطن الضعف والقوة في شخصيته لتكون حافزا له على الوصول لما يريد، وليتعايش معها بانسجام وتوافق وإيجابية. ولو تمعنا في الشخصية الانطوائية التي تميل للعزلة الموقتة في كثير من الأحيان سنجد بأنها شخصية مميزة مبدعة ومستقلة فكريا في غالب أحوالها، حيث أثبت الواقع وأثبتت الدراسات العلمية ذلك، ولا ننسى أن العظماء على مر التاريخ يمتلكون هذه الشخصية، أمثال بيل جيتس وغاندي وعباس العقاد وغازي القصيبي والذي ذكر في أحد مقالاته (كائن غير اجتماعي) بأن الرغبة الشديدة في الانطواء تغلب عليه لدرجة قد تصل إلى الخجل وبأنه يتهيب لقاء من لا يعرفهم ولا يشعر بالراحة عند ملاقاة الجمهور الكبير! ويقول عباس العقاد ع

الذات البشرية وسبل تطويرها ( صحيفة الرياض )

محمد العتيبي - جريدة الرياض 20 أبريل 2019 التفكير فيما هو منجز وفي ماهو مأمول هو الخطوة الأولى  في طريق التغيير لإدراك الأخطاء والسعي في معالجتها وتحسينها لتطوير الذات ، وهذا الوعي والإدراك في التفكير بحاجة إلى منطلقات ينطلق منها ومن خلالها ليقلص المسافة بين الواقع والمستقبل ليجعلك تتعرف على ذاتك أكثر وتعرف أين أنت وإلى أين وصلت ،  هناك سؤال يتردد بداخل البعض : على ماذا يعتمد تقييمي لذاتي ؟ هل هو من خلال رأي الآخرين في ؟ أم من خلال نظرتي لنفسي وتصوري عنها ؟ الحقيقة أن كلاهما متلازمان ولكن تصور الشخص لذاته ورأيه فيها لابد أن يكون في المقام الأول ومن ثم مايراه الناس تجاهه . في عام 1969 ظهرت نظرية جديرة بالإهتمام أطلق عليها ( جو هاري ) وهي عبارة عن نافذة تتكون من أربع مربعات أو أربعة مناطق تستطيع الذات البشرية إدراكها والوعي بها  لينطلق الفرد من خلالها لتقييم نفسه ويكون قادر على تطويرها ، حيث تسمى المنطقة الأولى المنطقة الحرة أو المفتوحة أو المكشوفة وفيها الأشياء التي أعرفها عن نفسي وكذلك يعرفها الناس عني فأنا أعرف نفسي كريما شجاعا هادئا والآخرين يعرفون ذلك أيضا ، أما المنطقة ال