المشاركات

عرض المشاركات من 2017

هل الموسيقى شفاء ( صحيفة الوطن السعودية )

محمد العتيبي - صحيفة الوطن السعودية 16 / 12 / 2017 في دراسة أجريت على الكثير من الموسيقيين ونشرت في بعض الصحف العالمية - مثل صحيفة الجارديان البريطانية -  أثبتت نتائجها أنهم معرضين للإكتئاب والأمراض النفسية أكثر من غيرهم بثلاث أضعاف وهذه بالنسبة لي حقيقة مؤمن بها ، فبغض النظر عن تحريم أو تحليل الموسيقى والأغاني فهي عموما طاردة للطمأنينة وهدوء النفس وإتزانها وتشتت الذهن والفكر عن معالي الأمور وتضعف القدرات المعرفية ، وبعضها يجلب الضيق والتوتر والصداع ومن المستحيل أن يستمع شخص للأغاني ويدمنها ويطرب لها ويندمج معها بتلذذ وتعمق دون أن تؤثر على قلبه ، وفي وقتنا هذا ومع ضغوطات الحياة يجد أحدنا صعوبة في الخشوع في صلاته وفي تدبر القرآن والمحافظة على ورده وهو لايستمع للأغاني فكيف بمن أدمنها وتشربها ، والبعض للأسف يعتقد بأن للوعاظ دور كبير في تخويف الناس من الآثار المترتبة من الإستماع للأغاني والموسيقى والتحذير منها وتضخيم أمرها وأن ذلك غلوا تشددا وهذا حكم خاطيء وجائر فمن تجربة شخصية فقد تجاوزت بنسبة كبيرة جدا مرحلة سلبية من مراحل حياتي ولسنوات طويلة كان يغلب عليها سماع الأغاني وشعرت بعدها با

عيون الناس ماترحم ( صحيفة الوطن السعودية )

محمد العتيبي - صحيفة الوطن السعودية 27/11/2017 لماذا أحيانا نتحاشى أن نشارك الآخرين أفراحهم؟ وهل ندمت يوما عندما فعلت ذلك؟ «عيون الناس ماترحم»، مقولة أصبحت هاجسا وفوبيا لدى كثيرين، بعدم إظهار ما لديهم من نعمة وأشياء -تعد في كثير من الأحيان عادية وبسيطة جدا- ولكنها ثقافة القلق والتوجس، فأصبح البعض يخاف من إظهار مشاعره وسعادته بما عند الآخرين، أو حتى يتفاعل معهم حينما يتلقى خبرا يختص بهم، فأصابع الاتهام ستوجه مباشرة إليه عند حدوث أي مكروه، لاسمح الله. أحدهم طلب من صديقه أن يرسل له صورة ابنه الذي لم يره، وبعدها بأسبوع اتصل به يخبره بأن ابنه مريض من بعد تلك الرسالة المشؤومة! وإحداهن تقول: إن ابنة صديقتها ليست جميلة -بل بعيدة كل البعد عن الجمال- وعندما أقبلت علي ومن باب المجاملة قلت: ما شاء الله تبارك الرحمن، فسقطت (طاحت) ولم تتألم، فقالت أمها مباشرة: أذكري الله العين حق (على الرغم من تبريكها)! وتقول الأخرى: أعرف بنتا لديها مشكلة في أسنانها، فقالت لي أمها: إن ذلك بسبب كثرة إنشادها في المدرسة، لأن صوتها جميل! تقول صاحبتنا: فما علمت هل أبكي أم أضحك؟ فما دخل الصوت بالأسنان! نح

خواطر في التعليم لنرتقي ( صحيفة مكة )

محمد العتيبي - صحيفة مكة  5-3-1439 / 23-11-2017 حقيقة لم أكن أنوي الكتابة عن التعليم وهمومه لدينا، فقد أشبع من الحديث بما فيه الكفاية، خصوصا في الفترة الأخيرة من بعد تصريحات الوزير التي تناولتها الأغلبية بالرفض والمعارضة، ولكن الحالة العامة للتضجر من ناحية أبنائنا وبناتنا من جهة، والمعلمين والمعلمات من جهة أخرى تجعلنا جميعا نطالب ببيئة تعليمية راقية وجاذبة تجعل الطلاب والطالبات يقبلون على العلم والتعلم بحب ورغبة، ولن يكون ذلك إلا عندما تتوفر مدارس ومنشآت تعليمية مجهزة بتجهيزات متكاملة للفصول الدراسية وللأنشطة الترفيهية المصاحبة للتعليم، والتي تكسر الملل الذي قد يتسرب لنفوس أبنائنا وبناتنا خلال ساعات اليوم الدراسي. وأتذكر هنا خبرا طريفا أوردته إحدى الصحف عن طلاب مدرسة في إحدى المقاطعات الصينية بأنهم كانوا يتسللون إلى المدرسة ليلا ليحجزوا مقاعدهم الدراسية قبل بدء اليوم الدراسي! ساعة النشاط الإضافية التي أقرتها الوزارة مؤخرا ستشكل عبئا كبيرا على الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات، فساعات اليوم الدراسي الطويلة بلا شك تؤثر سلبا على إيصال المعلومة وعلى الفهم والاستيعاب للدا

هل أنت ناضج ( صحيفة الوطن السعودية )

محمد العتيبي - صحيفة الوطن السعودية 5/11/2017 في تقرير نشر في صحيفة «دايلي ميل» البريطانية عن سن النضج، ذكر المسؤول عن التقرير الدكتور «سومرفيل» أنه من الخطأ الحكم على دماغ شخص ما بأنه ناضج وآخر لا، بسبب عامل السن أو المستوى التعليمي، وأنه لا يوجد مؤشر يستطيع خلاله عالم الأعصاب القول بأن الدماغ تطوّر ونضج بأكمله، لأنه يتطور وينمو باستمرار. وأنا شخصيا أرى أن هناك علامات للنضج -بغض النظر عن عمر الإنسان- ففي يوم من الأيام -وعندما تنضج- ستتقلص دائرة علاقاتك، وستكون لديك القدرة على التمييز بين الأصدقاء والزملاء والمعارف، وستكون أكثر عقلانية واتزانا وتحكّما في عواطفك، ولن تكون مندفعا خلالها، وستكون أكثر حرصا على حماية مشاعرك بالقدر نفسه عندما تشعر بالآخرين وتتعاطف معهم، وستحب نفسك أكثر من ذي قبل، وستكتشف مواهب وملكات خاصة مدفونة داخلك، ولكنك كنت مشغولا عنها فيما مضى. وعندما تنضج ستكون أكثر استقلالية -تجعلك قادرا على القيادة والإدارة- بعيدا عن التبعية، وستتجنب الجدل وكل نقاش عقيم، وستترسخ داخلك قناعات لن يستوعبها بعضهم. وفي يوم من الأيام -وعندما تنضج- ستكون أكثر تقبلا للاختل

الموظف أولا 2 ( صحيفة الوطن السعودية )

لازالت تبعات المادة 77 التي أقرتها وزارة العمل تلقي بظلالها على الموظفين السعوديين في القطاع الخاص وتلحق بهم الضرر رغم كثرة ارتفاع الأصوات المطالبة بايقافها أو تعديلها ليضمن الموظف حقوقه وليشعر ولو بقليل من الأمان , فمنذ اقرار هذه المادة في محرم 1436 بدأ أصحاب الشركات من ضعاف النفوس باستغلال هذه المادة واللجوء للفصل التعسفي والجماعي للموظفين السعوديين مما الحق الضرر الكبير بهم وبأسرهم دون تعويضهم بوظائف بديلة أو بصرف راتب يوازي ماتم فقده ! والعجيب أن وزارة العمل تسعى الى سعودة الوظائف لتحقيق خطط التنمية للدولة والمتمثلة في رؤية 2030 وفي نفس الوقت توافق على استقدام الوافدين أضعاف أضعاف المفصولين من أبناء الوطن ! فحسب التقارير فانه في خلال التسعة أشهر الأخيرة من عام 2016 تم فصل 50 الف سعودي من وظائفهم مقابل توظيف 172 الف وافد ! ونشرت هيئة الاحصاءات في نشرتها الربع سنوية للربع الأول من 2017 أن معدل البطالة للسعوديين والسعوديات بلغ 12.7 % في حين كان معدلها 12.3 في الربع الأخير من 2016 , وبالأرقام فأن اجمالي العاطلين السعوديين ( ذكورا واناثا ) بلغ 722.910 في الربع الأول من هذا العام في ح

الانسان ليس حرا ( صحيفة الوطن السعودية )

محمد عبدالله العتيبي - صحيفة الوطن السعودية 11 / 8 / 2017 الإسلام هو دين الحرية، وقد كفل للإنسان حرية التفكير، وحرر عقله من التلبس بالأوهام والخرافات، ومن الوقوع في التقليد الأعمى، وفتح المجال أمامه، وهداه النجدين ليختار الإيمان أو الكفر والطاعة أو المعصية.. إلخ. وهذه الحرية الشخصية هي عماد حياة البشر ليتفاعلوا فيما بينهم مع كل الظروف، ودائرة الحرية والمباحات في الشرع أكبر بكثير من دائرة القيود والمنع والمحرمات، والأصل في الأشياء هو الحل والإباحة ما لم يرد فيها نص بالمنع، وبسبب هذه الحرية المكفولة والمصونة والمقننة من ديننا الحنيف يكون الفرد من خلالها أكثر عطاء والمجتمعات أكثر ازدهارا وتطورا والعكس من ذلك صحيح عندما تمس هذه الحرية أو تصادر أو يضيق عليها، فحينها يتعطل الفرد، وتسلب منه إرادته، ويصبح أداة في يد الآخرين، يحركونه كيفما شاؤوا، والبعض للأسف لم يفهم تلك الحرية بشكلها الصحيح - بقصد أو بدون قصد - فهي ليست على الإطلاق، بل هي مقيدة، فحينما يترتب عليها ضرر بالنفس أو بالآخرين يتوجب منعها وإيقافها. يقول الفيلسوف روسو كما جاء في كتاب الليبرالية الجديدة للدكتور عبدالله

فئات الضمان الإجتماعي يستحقون أكثر

محمد العتيبي جميعنا نتفق بأن الفقر - غالباً - لايبني الإنسان بل هو أكبر عائق في حياته وفي طريق تقدمه ، وعندما يستغني الفرد عن الآخرين ويكتفي بالحد الأدنى من المعيشة التي تكفل له الحياة الكريمة بأبسط حقوقها فلن يحتاج لإراقة ماء وجهه بسؤال الناس واستعطافهم لمساعدته ، وسيبدأ بالإستقلال بنفسه والإعتماد عليها وسيلتفت لها ويطورها ، وليس من المعقول أن نطالب أحدهم بتطوير ذاته والإرتقاء بها وفي نفس الوقت هو يعاني من الفقر وتبعاته وكل همه وجل تفكيره إنتظار من تأخذه الشفقة ويتكرم بالتصدق عليه ! فعلى سبيل المثال كيف لطالب في المدرسة ان يتفوق وينجح ويبدع والوضع المعيشي له ولعائلته سيء من كل الجوانب في السكن والتعليم والصحة .. الخ ! كيف ينشأ وينمي ذاته ويساعد عائلته ويساهم في خدمة مجتمعه وهو يفتقد للحد الأدنى من مقومات الحياة وأساسياتها ؟ عندما نتأمل في حال الشعوب المتقدمة التي تحترم الإنسان وفي حال تلك التي حلت بها الحروب والمنازعات وتغلغل فيها الفقر بسبب الفساد والإستبداد الذي يهين الإنسان وكرامته نلاحظ الفرق وندرك حينها أهمية أن يعيش الفرد بالعزة والكرامة التي كفلها له الإسلام كما قال عزوجل :

ماذا بعد رمضان ( صحيفة الوطن السعودية )

صورة
في كل عام يحل علينا رمضان ضيفا كريما، يحمل معه الخير والهدى والبشرى، ومحطة جديدة من محطات الحياة، يتزود فيها المسلم في طريقه إلى ربه عز وجل، وعندما ينقضي شهر الرحمة، ينقسم الناس من بعده إلى فريقين: فريق اجتهد وثابر وقدّم كل ما لديه، مستغلا كل لحظة من لحظاته المباركة ليتقرب إلى خالقه أكثر، وفريق أقل من ذلك في السعي والمنافسة، وفي كلتا الحالتين اكتشفنا أننا قادرون على ترويض أنفسنا، والدفع بها إلى فعل الخيرات والطاعات، من صلاة وصيام وصدقة ودعاء وقراءة القرآن، وكذلك بالبعد عن المحرمات بأشكالها حتى في غير رمضان. نستطيع أن نقيم الصلوات الخمس المفروضة ونصليها في أوقاتها -حتى ولو لم نأخذ كفايتنا من النوم- فالإرادة والعزيمة بلغتا ذروتهما بشحنات إيمانية متجددة، ونستطيع أيضا أن نحافظ على صلاة السنن. اكتشفنا أننا قادرون على الصيام والصبر على الأكل والشرب، فما الذي يمنعنا عن صيام التطوع 3 أيام من كل شهر، أو الإثنين والخميس، وغيرها؟ وبعد انقضاء شهر الخير، وجدنا أن بوسعنا التصدق والجود بما نملك على الفقراء والمحتاجين، فلماذا لا نستمر في البذل والعطاء بأموالنا ولو بريال واحد كل

إحترام الذات نمط حياة ( صحيفة الوطن السعودية )

صورة
محمد عبدالله العتيبي - صحيفة الوطن السعودية ٩ / ٤ / ٢٠١٧                                                      البعض يفسر إحترامك له ضعف أو سذاجة منك أو حتى خوف ولايعلم بأن تعاملك هذا ناتج عن نمط حياة وفطرة جُبلت عليها منذ نعومة أظافرك وثقة عالية بالنفس والمباديء ، وأن هذا الأدب يرفع لديك منسوب الرضا عن ذاتك كلما تخلقت به ويقين منك بأن احترامك للآخرين هو احترام لذاتك قبل كل شيء ، وهناك فرق بين الإحترام وغيره لأن الإحترام يوجب علي الإستماع لك وإبداء رأيي وملاحظاتي بكل مشاعري والعكس من ذلك فمن يخاف منك لايستطيع أن يناقشك ويُكون رأياً مستقلاً ولا أن يُظهر مشاعره تجاهك بالشكل المطلوب بل يشوهها - بقصد أو دون قصد - ويكذب فيها ! والبعض لايستطيع الصبر على من يسيء له ولايحترمه - سواء بالأقوال أو الأفعال أو من خلال وسائل التواصل - وتكون رداة فعله سريعة وقاسية وربما يقطع كل جسور التواصل ، والبعض الآخر يستطيع أن يصبر ويوطن نفسه على ذلك ويحاول قدر الإمكان التحكم بسلوكه ومشاعره تجاه تلك الإساءة لعدة أسباب كأن يكون المسيء صديق مقرب أو قريب تربطك به صلة رحم ، ومن وجهة نظري فالأفضل والأسلم - عند

الخلافات الزوجية أمر طبيعي ( صحيفة الوطن السعودية )

صورة
محمد عبدالله العتيبي - صحيفة الوطن السعودية - ٢٦ مارس                                                                                 يعتقد بعض الأزواج أن بيت الزوجية لابد أن يكون مثالياً خالياً من العيوب وأن يكون شريكه مطابقاً له تماماً وهذا بلا شك خطأ كبير وتصور قد يؤدي إلى الطلاق لاسمح الله ، إذ لابد أن يؤمن كل طرف بوجود الإختلافات والمشكلات في كل بيت ، حتى وإن كان اختيارك لشريك حياتك خاطئاً كما تعتقد وطريقة التفكير بينكما مختلفة أو ليس هناك حب متبادل - وهو أهم أركان الزواج بلا شك - فهناك الإحترام والعشرة والأولاد , فقط حاول أن تنظر للجانب الإيجابي في زواجك ولاتعالج خطأ - من وجهة نظرك - بخطأ أكبر منه كطلاق أو تعنيف أو خيانة أو غيرها لأن الحياة الزوجية تضحيات وتنازلات وجمالها في عقباتها وتحدياتها كغيرها من شؤون الحياة - وهذ هو المعيار الحقيقي لإظهار قوتك وتأثيرك وإيجابيتك في مواجهة مواقف الحياة وصعابها ومن رحم المحن تولد المنح كما يقال – وكذلك جمالها في اختلاف كل طرف عن الآخر في التفكير والمشاعر والإهتمامات .. جمالها في تناقضاتها فلو أن كل طرف مشابه للآخر فسيغلب على هذه الحياة

تقاطعات الموت في الخرج ( صحيفة الوطن السعودية )

صورة
    محمد العتيبي - صحيفة الوطن السعودية 8/3/2017 لاننكر جميعاً مدى الجهود المبذولة من قبل الدولة -رعاها الله - للحفاظ على الأرواح والممتلكات وعمل كل مامن شأنه الإرتقاء بالوطن والمواطنين ، وبالرغم من ذلك فإن الطرق لدينا في المملكة العربية السعودية تُصنف من بين الأخطر على مستوى العالم ، وحديثي هنا يتركز على تقاطعات الموت العشوائية التي هي أحد أسباب الكثير من الحوادث المرورية ، فمن الطبيعي عندما نرى تقاطعاً في أحد الطرق الطويلة الممتدة مصمماً بشكل مناسب لإنسيابية الحركة المرورية وموضحاً به كل العلامات والتنبيهات اللازمة أننا لا نستغرب ذلك لأنه سيخدم سالكيها للوصول إلى وجهتهم بكل سهولة وفي أقصر وقت ممكن ، ولكن أن تجد العكس من ذلك تماماً طريقاً قصيراً يتخلله عدة تقاطعات فهذا أمر مرفوض لدى كل من يدرك نتائجه المأساوية كما في طريق الأمير سلطان بن عبدالعزيز في محافظة الخرج الذي يشكل شرياناً مهماً وحيوياً ومرتبطاً بطرق رئيسية مهمة - كطريق الملك سلمان وطريق الملك فهد وطريق الملك عبدالله -  حيث أن المسافة من إشارة الدفاع المدني المتقاطعة مع طريق الملك سلمان بإتجاه الجنوب وحتى التق

الموظف أولاً 1 ( صحيفة الوطن السعودية )

بيئة العمل والقيادة وجهان لعملة واحدة هي المخرجات بما تحتويه من إنتاج وأداء مرضي لايمكن أن تقوم وتتقدم  أي منظمة - حكومية أو خاصة - إلا من خلالها وبالأخص القيادة الواعية المدركة لكل المتغيرات والتي بنجاحها ستنجح بيئة العمل بكل مافيها ، وهذه القيادة لابد أن توازن في إدارتها بين مصلحة المنظمة ومصلحة أفرادها على حد سواء وأركز في حديثي هنا على منظمات القطاع الخاص التي يعتبر الموظف فيها هو الورقة الرابحة ، فعندما تواجه تلك القيادة هذا التحدي الذي يستوجب عليها خلق بيئة جاذبة له ليرتقي بها ويرتقي من خلالها فستنجح بكل تأكيد ، ولن يتحقق لها ذلك إلا عندما تدرك عدة أمور منها : أولاً / أنه كلما زاد إهتمامها بزيادة الأرباح وعدد المبيعات والعملاء على حساب الموظف الذي هو أساسها زادت فرص فشلها ، ثانياً /  لن تتوقع من الموظف ولن تنتظر منه ماهو مأمول من أداء وإنتاجية دون أن يكون هناك مقابل وذلك بتقديم مبدأ الثواب والتحفيز على العقاب والمحاسبة ، ثالثاً / أن تتعامل مع الموظف بإنسانية بحتة ليتولد لديه حس الإنتماء والتعاون والحرص على التطوير ، رابعاً / تطبيق سياسة الباب المفتوح للجميع ، خامساً / تحديد ص

ماغلبتني إلا جارية ( صحيفة الوطن السعودية )

صورة
يقول أحد دهاة العرب : ماغلبتني إلا جارية ، كانت تحمل طبق مُغطّى   فسألتها: ماذا يوجد في الطبق ؟ فقالت : ولمَ غطيناه إذاً ؟! فأحرجتني !!  لا تحاول البحث عن الوجه الآخر لكل شخص حتى وإن كنت متأكداً بأنه سيء بعيداً عن التعمق في خصوصياته ومايخفي فلكل منا جانب سلبي يخفيه حتى مع نفسه فقط تقبله وتعايش معه وعامله بظاهره - لتعيش مطمئناً - فيكفي إحترامه لك وإظهاره لما لديه من جانب إيجابي ، وتتبع سرائر الآخرين وكشفها كذلك ربما يشكل لديك ردة فعل وتصور سلبي - شعرت أو لم تشعر - ويفتح باباً للظلم وسوء الظن ، والحرص على سؤالهم والتدخل في شؤونهم ينفر القلوب أكثر مما يقربها خصوصاً إن كان هذا التدخل ممن لاتربطك بهم علاقة وطيدة ( مايمون ) بلهجتنا الدارجة وذلك ماحصل معي عندما قابلت أحدهم - ممن علاقتي بهم سطحية - بعد غياب أكثر من عشرين عاماً ففاجئني بأسئلة سريعة ومباغتة - لم تجعل لي مجالاً لإلتقاط الأنفاس -  بعد ( كيف الحال ) : أين تعمل ؟ وكم راتبك ؟ وهل بيتك ملك أو إيجار ؟!! ، أصدقائك المقربين أو حتى أخوك ربما لايسألك مثل تلك الأسئلة ولايتدخل إلا إن كان بينك وبينه تلك المساحة من العلاقة والمشاعر ا

الشخصية بين نقيضين ( صحيفة الوطن السعودية )

محمد عبدالله العتيبي  صحيفة الوطن السعودية  30-5-2012 لا تختلف كثيرا نشأة الفرد في مجتمعنا بكافة طبقاته ومستوياته, فالتربية منذ الصغر أحد أبرز ذلك التشابه بين كثير من المربين, فالمولود بفطرته - عندما يأتي إلى هذه الدنيا - يتخلق بصفات جينية في سلوكه ومشاعره وأخلاقه، خاصة به، لم تتأثر بعد بأي مؤثر خارجي ممن حوله, وحينما يكبر يبدأ الأبوان والمحيطون به داخل الأسرة بممارسة لغة الأمر والنهي، وتكون تلك الأساليب - الطارئة - المتخذة ضده هي المشكل الكبير لشخصيته, وعندما نتعامل معه على أنه كبير - نسابق زمنه - وننعته بالرجولة ونحمله مسؤوليات أكبر من سنه وتفوق قدراته ومهاراته العقلية، ونتحكم بسلوكه ومشاعره - الفطرية - ونسلبها منه من دون قصد حتى يصبح تابعا ومقلدا معدوم الشخصية أو جزءا منها - حتى في أدق تفاصيله الخاصة - ينشأ وينمو على هذا النسق الجديد المفروض عليه حتى يقع بين نقيضين! شخصية فطرية وشخصية متأثرة بما حولها.. فشخصيته الأولى تحثه على الأخلاق الحميدة والتعامل الحسن مع الآخرين - حسن الظن المنضبط - والقدرة على إظهار مشاعره الطبيعية والتعبير عنها ومهاراته الفردية الخاصة والمشاركة بالر

همسة في أذن الإمام والمؤذن ( صحيفة الوطن السعودية )

2012-09-02    محمد عبدالله العتيبي - الخرج  كلنا يعلم فضل القرآن ومنزلته وأجر من قرأه وعلمه وعمل به، واستمع إليه، ويعظم ذلك الأجر كلما تدبرناه وفهمناه أكثر، وتكبر المسؤولية على من قدر الله عليه وشرفه بإمامة المسلمين للصلاة، لأن الناس بحاجة للتدبر والخشوع ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم، ولكن لي ملاحظة أتمنى من كل إمام ومؤذن وكل مسؤول أن يتسع لها قلبه ويتقبلها بكل رحابة صدر, فمن خلال استماعي لبعض الأئمة - خصوصا صغار السن - وصلاتي خلفهم لاحظت المبالغة والتلحين عند القراءة وذلك غالبا يخل ببعض الآيات - معنى ولفظا - والمعنى السامي لها والهدف الذي من أجله نزل كلام رب العالمين على خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم، فبعضهم للأسف مقلد لغيره ولا يقرأ بعفوية (مجودة) بل يلزم نفسه بغيره ويتلبس شخصية غير شخصيته! المؤمن قوي وله أسلوبه ونمطه المستقل وليس بحاجة لتقليد غيره ونهج خطاه، فغالبا من يقرأ بهدوء وخشوع وبسجيته المعهودة دون تكلف فستجد قراءته القبول وستـشرع القـلوب أبوابها له، والعكس من ذلك تجد من يمطط ويبالغ - خصوصا من يريد الشهرة - فتنفر منه القلوب وقليلا ما تخشع؟ وليس كلهم كذلك، فمن القراء و

العزلة المؤقتة ضرورة ( صحيفة الوطن السعودية )

صورة
محمد العتيبي ( صحيفة الوطن السعودية ١٠ ديسمبر ٢٠١٦ )  كلنا نتفق بأن الإنسان بطبعه كائن اجتماعي، مهما حاول العيش منفردا بعيدا عن الآخرين فإنه حتما لن يطيق ذلك، وسترهقه كل المحاولات التي سيقوم بها ولن يجد بدا من التواصل بهم والإندماج معهم لتقوم بذلك حياته وتكتمل أركانها - بتكامل العنصر البشري - والتي من أهمها تحقيق فطرة التعايش والاتصال، ورغم ما ذكر فكل منا بحاجة ماسة لأن يخلو بنفسه بين الفينة والأخرى - بعيدا عن الحياة اليومية السريعة ومشاغلها المعتادة - ويعتزل الآخرين مؤقتا لمحاسبة النفس والوقوف على عثراتها لتقويمها وتطويرها ولتكون هناك فرصة حقيقية لتعزيز اتصال الروح بخالقها عز وجل، ومن خلال تلك العزلة يمكن للفرد أن يمارس هواياته الخاصة وينميها كالقراءة والكتابة والبحث أو حتى للتأمل فقط، وكثرة المخالطة بلا شك تشوش الذهن وتعيق الفكر عن النمو وكذلك فإن التخفف من الشواغل أيا كانت - بشرية أو تقنية - تجعل العقل في ذروة نشاطه، فكلما تخلى الفرد عما يشغله زاد نشاطه الذهني - ومن مظاهر ذلك النشاط حدوث صداع على غير العادة - لأن ما يشغلنا لا يجعلنا نشعر بتلك العمليات العقلية.  ولأهمية ال

الشعور بالمسؤولية أهميته ونتائجه ( صحيفة الوطن السعودية )

صورة
الحديث عن المسؤولية والشعور بها ليس بالأمر الهيّن، وليس كل أحد بوسعه أن يتحملها ويطيقها، فالله عز وجل ذكر في كتابه المحكم عِظمها وأهميتها فقال سبحانه: "إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا". والأمانة من المسؤولية، والإنسان خلقه الله لعبادته، وليكون مسؤولا عن نفسه في سلوكها وتصرفاتها، وعن مجتمعه وأمته، ومن هم تحت ولايته. وحديثي هنا بالتحديد عن المسؤولية الذاتية للفرد، واستخدامه الإيجابي للفكر والعقل الذي وهبه الله إياه، بغض النظر عن العبادة التي هي الهدف الحقيقي من الخلق. فبعض الناس عندما تسأله عن هدفه في الحياة، وما طموحاته، وما حدود المسؤولية الملقاة على عاتقه، ربما لن تجد إجابة لسؤالك، أو أنه سيصمت طويلا قبل أن يجيبك بأنه يتوق إلى تحسين معيشته وتطوير ذاته.. الخ. وذلك بلا شك من أبسط حقوقه، وهو الحد الأدنى للشعور بالمسؤولية التي مردها ودافعها الرئيسي تقدير الذات. فكلما زاد تقديرك لذاتك ارتقى فكرك، وزاد شعورك بالمسؤولية تجاه مجتمعك وأمتك، متجاوزا نفسك ورغباتها من كماليات واحتياجات ثانوية، وبذلك لن

قصة بر " هند " بوالدتها واقعية ومعبرة ( صحيفة الشرق السعودية )

صورة
في إذاعة القرآن قبل عدة سنوات وتحديدا في برنامج (بيوت مطمئنة) سمعت هذه القصة بنفسي من الشيخ عادل العبدالجبار مقدم البرنامج، حيث وصلت رسالة فاكس من فتاة اسمها هند تقول فيها: «عمري 19 سنة وأنا أكبر أخواتي وتقدم لي كثير من الخطاب وشاء الله أن يخطبني أحد الشباب الطيبين الذين تتمناهم كل فتاة وتمت الخطوبة والعقد وحددنا موعد الزواج وأثناء ذلك قدر الله أن تصاب أمي بجلطة جعلتها مشلولة وأقعدتها عن الحركة وكذلك أصبحت عاجزة عن النطق لا تستطيع أن تتكلم، واتفقت مع خطيبي على تأجيل موعد الزواج بسبب ظروف أمي وطالت معاناتها وأصبحت أطعمها وأسقيها وأنظفها وأقوم على رعايتها في كل شؤونها وقلت في نفسي لو أني تزوجت فمن سيقوم بها من بعدي فنذرت نفسي لها وأن أكمل بقية حياتي لخدمتها وأكرس كل جهودي لها ابتغاء مرضاة الله وطلبا للأجر والمثوبة، فطلبت الطلاق من خطيبي وأرجعت له كل ما أعطاني من مهر ومن هدايا، استمرت معاناة أمي وتزوجت كل أخواتي حتى وصل عمري 45 سنة وحانت لحظة الفراق وجاءتها سكرة الموت وأخذت ألقنها الشهادة فنطقت بعد صمت طويل استمر 26 سنة ودعت لي وقالت: أبشري يا هند بالجنة فسيعوضك الله خيرا على صبرك

ركائز أساسية للحوار الناجح ( صحيفة الوطن السعودية )

صورة
لست ملزما بإقناع الآخرين برأيك وأفكارك، فقط اطرح ما تراه مناسباً واترك مساحة كافية للنقاش بعيداً عن الجدل وحظوظ النفس، هذه قاعدة مهمة وركيزة أساسية يجب أن يتحلى بها كل طرف من المتحاورين عند كل حوار، وتقبل الرأي الآخر واحترامه – ولو كان مخالفا - مظهر من مظاهر فهم "ثقافة الاختلاف" ومن أسباب نجاح أي حوار، ومن قرأ في الاختلاف وثقافته سيتحرر تلقائيا من ثقافة الخلاف، فالاختلاف بلا شك أمر صحي ومفيد وأرض خصبة لنمو الأفكار وتلاقحها، وفعال عند قراءة الأحداث والمواضيع وطرح وجهات النظر من خلالها من زوايا مختلفة، وهو كذلك فرصة لتحفيز العقل على التأمل والبحث والتقصي الذي هو من أهم مقاصد الاختلاف والعكس صحيح. فلو كانت الآراء متماثلة ومتفق عليها فلن يكون الحوار مشبعا وثريا بما فيه الكفاية وسيكون الجمود غالبا هو سيد الموقف والنتائج بشح المعلومات والدلائل، وفي ذلك يقول اليابانيون: (إذا تناقش اثنان معا واختلفا في الرأي فهذا جيد ولكن نتفق في القيم، وإذا لم نتفق في القيم ولا في النقاش فلا بد أن أحدنا ليس له قيمة)؟! وأكثر ما يفسد الحوار هو التعصب للرأي وذلك مؤشر لضعف الحجة والثقة في النفس، فال

سعادتك في تصورك الذهني ( صحيفة الوطن السعودية )

صورة
كلما تعرضت لشعور سلبي يقلقك في أي موقف أو بينك وبين نفسك لا تحزن ولا تضعف، فقط اشغل نفسك بممارسة هواية تحبها، وتذكر مشاعرك الإيجابية في لحظات الفرح والسرور وفي المواقف التي أحسنت فيها التصرف، وستطمئن بإذن الله، وتكرار هذا التصور الذهني بمرور الوقت يصبح عادة إيجابية، (ولا تنسى قبل كل شيء أن كل ما يصيبك مقدر ومكتوب من خالقك عز وجل وفيه خير لك)، وأكبر خطأ يقع فيه الشخص هو الاستغراق في تلك التصورات السلبية، والسلوك بكل ما يحتويه من (مشاعر – تفاعلات - ردات الأفعال .. إلخ) سواء كان إيجابيا أو سلبيا يعتمد على تصورنا وتفكيرنا وبرمجتنا لعقلنا الباطن (اللاشعور)، وهذا دليل على أن السعادة تبدأ من الداخل، ويجب ألا ننسى أيضا أن هذا السلوك يتأثر بعوامل خارجية قد يقع فيها الشخص من خلال متابعة الأخبار السلبية المزعجة، وكذلك العبارات والقصائد والأغاني الحزينة، أو بكثرة مخالطة السلبيين وكثرة اعتزال الناس أيضا.  ومن يستجب لتلك العوامل ليس مستعدا لتقبل السعادة، والبعض ربما يقول إن ذلك أمر صعب وإنه حاول كثيرا في أحداث ومواقف ولم يستطع تجاوزها، وذلك خطأ كبير وعائق في طريق التغيير، فالشخص لابد أن يعود نفسه

خطوات سهلة للتغيير الايجابي ( صحيفة الوطن السعودية )

صورة
يستغرب البعض من كثرة الحديث عن التغيير وكل ما يتعلق بتطوير الذات، ونسوا أن الفرد عندما يستشعر ويتصور ذهنه أهمية التغيير – للأفضل بلا شك – ويفكر به ويعزم عليه فهو قد قطع شوطا كبيرا في ذلك، والعكس صحيح عندما يشعر بالكمال وبأنه إنسان مثالي ليس بحاجة لذلك، فهذا الشعور هو أكبر عائق يعيقه عن تطوير ذاته، ولا ننسى بأن مجرد التفكير في التغيير بحد ذاته نوع من السعادة.  والتغيير هنا يقصد به تغيير طريقة التفكير من السلبية للإيجابية وأيضا تحريره من التبعية العمياء إلى الاستقلالية بالفكر والرأي، ولن تتغير المجتمعات والشعوب ولن تتقدم إلا عندما يقدر كل فرد من أفرادها ذاته ويحترمها - لكي لا يقتل ما بداخلها من طاقة إيجابية - وفي الوقت نفسه يعي بأنه مسؤول عنها وعن مجتمعه وأمته، وهناك عدة أمور معينة بإذن الله على التغيير والارتقاء بالذات منها:  1- الإرادة والعزيمة. 2- التقليل من مخالطة السلبيين الذين يغلب على مجالسهم الغيبة والنميمة بعيدا عما يحفز العقل وينمي الفكر. 3- جدد علاقتك بالأشخاص كبار العقول أصحاب الفكر النير لتستفيد منهم. 4- جدد علاقتك بالكتب واقرأ ولو كتابا في الشهر وكذلك الصحف ولو عن