هل أنت ناضج ( صحيفة الوطن السعودية )
محمد العتيبي - صحيفة الوطن السعودية 5/11/2017
في تقرير نشر في صحيفة «دايلي ميل» البريطانية عن سن النضج، ذكر المسؤول عن التقرير الدكتور «سومرفيل» أنه من الخطأ الحكم على دماغ شخص ما بأنه ناضج وآخر لا، بسبب عامل السن أو المستوى التعليمي، وأنه لا يوجد مؤشر يستطيع خلاله عالم الأعصاب القول بأن الدماغ تطوّر ونضج بأكمله، لأنه يتطور وينمو باستمرار.
وأنا شخصيا أرى أن هناك علامات للنضج -بغض النظر عن عمر الإنسان- ففي يوم من الأيام -وعندما تنضج- ستتقلص دائرة علاقاتك، وستكون لديك القدرة على التمييز بين الأصدقاء والزملاء والمعارف، وستكون أكثر عقلانية واتزانا وتحكّما في عواطفك، ولن تكون مندفعا خلالها، وستكون أكثر حرصا على حماية مشاعرك بالقدر نفسه عندما تشعر بالآخرين وتتعاطف معهم، وستحب نفسك أكثر من ذي قبل، وستكتشف مواهب وملكات خاصة مدفونة داخلك، ولكنك كنت مشغولا عنها فيما مضى.
وعندما تنضج ستكون أكثر استقلالية -تجعلك قادرا على القيادة والإدارة- بعيدا عن التبعية، وستتجنب الجدل وكل نقاش عقيم، وستترسخ داخلك قناعات لن يستوعبها بعضهم.
وفي يوم من الأيام -وعندما تنضج- ستكون أكثر تقبلا للاختلاف دون أن تتعصب لرأيك، وستتأكد أنه طبيعة بشرية، وستكون أكثر مرونة وتحكما في أعصابك، وستضحك من داخلك، وفي الوقت نفسه ستشفق على كل من يسبك ويشتمك، وعند وصولك إلى تلك المرحلة، ستبدأ بالاستمتاع بكل ما حولك من الأشجار والألوان وكل المناظر الطبيعية، وستسير بسيارتك المسافات الطويلة دون ملل أو حاجة لمن يرافقك، وستحرص أكثر على صلة أرحامك، وستتواصل مجددا مع أصحاب الفكر الراقي دون غيرهم.
وفي يوم من الأيام -وعندما تنضج- ستسامح وستتغافل كثيرا عن الأخطاء خصوصا من الأقربين، وستكون أكثر صبرا وعفوا، وستمنح كثيرا من الفرص لمن يسيء إليك.
وعندما تنضج سيكون باستطاعتك التعامل مع المواقف الحياتية والأحداث بحكمة وتروٍّ، ولن تحزن عندما يتغير عليك أحدهم، وستلتمس له العذر، وستمنحه المساحة الكافية وخطّا للرجعة، وستتمكن من اتقان مهارة التخلص من العلاقات المؤذية.
ستتمكن في سن النضج من التلذذ بالعطاء بلا مقابل، لأنك تريد أن تعطي حقا ولا تنتظر كلمة شكر من أحدهم، وستستقبل كل فقد وخسارة بكل هدوء، لإيمانك بأنها سنّة كونية من سنن الله عز وجل.
لن تهتم بالمظاهر والموضة، وسيكون جوهر الأشياء هو الأهم في نظرك، وستستصغر أشياء كانت بالنسبة إليك عظيمة وذات أهمية، بعدما كانت تستهلك كثيرا من وقتك وتستنزف طاقتك ومشاعرك، وستتجاهل معاتبة الآخرين، وأنت في أشد الحاجة إلى العتب، فقط لأنك نضجت، وستطرح رأيك وأفكارك وتعبّر عنها بكل ثقة، حتى ولو لم يقتنع الطرف الآخر، فالمهم هو إيصالها، وستركز على الأفكار وليس الأشخاص عندما تقرأ لهم أو تستمع.
وفي يوم من الأيام -وعندما تنضج- سيكون سهلا عليك الاعتذار عندما تخطئ، ولن تضيع وقتك في مراقبة الآخرين ومتابعتهم، لأنك مشغول بنفسك وما بين يديك، وفي تلك المرحلة ستكون أكثر شعورا بالمسؤولية تجاه دينك ومجتمعك، وعن ذاتك قبل كل ذلك، وسيرتقي تفكيرك عن كل التفاهات ورغبات النفس الثانوية، وستحتقر نفسك عندما يضيع وقتك فيها، وستفكر كثيرا قبل أن تتفوه بأي كلمة.
وختاما، وأنت تقرأ هذه السطور، قف قليلا واسأل نفسك: هل أنا ناضج، وهل ينطبق علي ما سبق أو جزء منه، وهل عقلي سابق لسنوات عمري؟.
http://alwatan.com.sa/Discussion/News_Detail.aspx?ArticleID=320081&CategoryID=8
في تقرير نشر في صحيفة «دايلي ميل» البريطانية عن سن النضج، ذكر المسؤول عن التقرير الدكتور «سومرفيل» أنه من الخطأ الحكم على دماغ شخص ما بأنه ناضج وآخر لا، بسبب عامل السن أو المستوى التعليمي، وأنه لا يوجد مؤشر يستطيع خلاله عالم الأعصاب القول بأن الدماغ تطوّر ونضج بأكمله، لأنه يتطور وينمو باستمرار.
وأنا شخصيا أرى أن هناك علامات للنضج -بغض النظر عن عمر الإنسان- ففي يوم من الأيام -وعندما تنضج- ستتقلص دائرة علاقاتك، وستكون لديك القدرة على التمييز بين الأصدقاء والزملاء والمعارف، وستكون أكثر عقلانية واتزانا وتحكّما في عواطفك، ولن تكون مندفعا خلالها، وستكون أكثر حرصا على حماية مشاعرك بالقدر نفسه عندما تشعر بالآخرين وتتعاطف معهم، وستحب نفسك أكثر من ذي قبل، وستكتشف مواهب وملكات خاصة مدفونة داخلك، ولكنك كنت مشغولا عنها فيما مضى.
وعندما تنضج ستكون أكثر استقلالية -تجعلك قادرا على القيادة والإدارة- بعيدا عن التبعية، وستتجنب الجدل وكل نقاش عقيم، وستترسخ داخلك قناعات لن يستوعبها بعضهم.
وفي يوم من الأيام -وعندما تنضج- ستكون أكثر تقبلا للاختلاف دون أن تتعصب لرأيك، وستتأكد أنه طبيعة بشرية، وستكون أكثر مرونة وتحكما في أعصابك، وستضحك من داخلك، وفي الوقت نفسه ستشفق على كل من يسبك ويشتمك، وعند وصولك إلى تلك المرحلة، ستبدأ بالاستمتاع بكل ما حولك من الأشجار والألوان وكل المناظر الطبيعية، وستسير بسيارتك المسافات الطويلة دون ملل أو حاجة لمن يرافقك، وستحرص أكثر على صلة أرحامك، وستتواصل مجددا مع أصحاب الفكر الراقي دون غيرهم.
وفي يوم من الأيام -وعندما تنضج- ستسامح وستتغافل كثيرا عن الأخطاء خصوصا من الأقربين، وستكون أكثر صبرا وعفوا، وستمنح كثيرا من الفرص لمن يسيء إليك.
وعندما تنضج سيكون باستطاعتك التعامل مع المواقف الحياتية والأحداث بحكمة وتروٍّ، ولن تحزن عندما يتغير عليك أحدهم، وستلتمس له العذر، وستمنحه المساحة الكافية وخطّا للرجعة، وستتمكن من اتقان مهارة التخلص من العلاقات المؤذية.
ستتمكن في سن النضج من التلذذ بالعطاء بلا مقابل، لأنك تريد أن تعطي حقا ولا تنتظر كلمة شكر من أحدهم، وستستقبل كل فقد وخسارة بكل هدوء، لإيمانك بأنها سنّة كونية من سنن الله عز وجل.
لن تهتم بالمظاهر والموضة، وسيكون جوهر الأشياء هو الأهم في نظرك، وستستصغر أشياء كانت بالنسبة إليك عظيمة وذات أهمية، بعدما كانت تستهلك كثيرا من وقتك وتستنزف طاقتك ومشاعرك، وستتجاهل معاتبة الآخرين، وأنت في أشد الحاجة إلى العتب، فقط لأنك نضجت، وستطرح رأيك وأفكارك وتعبّر عنها بكل ثقة، حتى ولو لم يقتنع الطرف الآخر، فالمهم هو إيصالها، وستركز على الأفكار وليس الأشخاص عندما تقرأ لهم أو تستمع.
وفي يوم من الأيام -وعندما تنضج- سيكون سهلا عليك الاعتذار عندما تخطئ، ولن تضيع وقتك في مراقبة الآخرين ومتابعتهم، لأنك مشغول بنفسك وما بين يديك، وفي تلك المرحلة ستكون أكثر شعورا بالمسؤولية تجاه دينك ومجتمعك، وعن ذاتك قبل كل ذلك، وسيرتقي تفكيرك عن كل التفاهات ورغبات النفس الثانوية، وستحتقر نفسك عندما يضيع وقتك فيها، وستفكر كثيرا قبل أن تتفوه بأي كلمة.
وختاما، وأنت تقرأ هذه السطور، قف قليلا واسأل نفسك: هل أنا ناضج، وهل ينطبق علي ما سبق أو جزء منه، وهل عقلي سابق لسنوات عمري؟.
http://alwatan.com.sa/Discussion/News_Detail.aspx?ArticleID=320081&CategoryID=8
تعليقات
إرسال تعليق