الخلافات الزوجية أمر طبيعي ( صحيفة الوطن السعودية )

محمد عبدالله العتيبي - صحيفة الوطن السعودية - ٢٦ مارس

                                                                               

يعتقد بعض الأزواج أن بيت الزوجية لابد أن يكون مثالياً خالياً من العيوب وأن يكون شريكه مطابقاً له تماماً وهذا بلا شك خطأ كبير وتصور قد يؤدي إلى الطلاق لاسمح الله ، إذ لابد أن يؤمن كل طرف بوجود الإختلافات والمشكلات في كل بيت ، حتى وإن كان اختيارك لشريك حياتك خاطئاً كما تعتقد وطريقة التفكير بينكما مختلفة أو ليس هناك حب متبادل - وهو أهم أركان الزواج بلا شك - فهناك الإحترام والعشرة والأولاد , فقط حاول أن تنظر للجانب الإيجابي في زواجك ولاتعالج خطأ - من وجهة نظرك - بخطأ أكبر منه كطلاق أو تعنيف أو خيانة أو غيرها لأن الحياة الزوجية تضحيات وتنازلات وجمالها في عقباتها وتحدياتها كغيرها من شؤون الحياة - وهذ هو المعيار الحقيقي لإظهار قوتك وتأثيرك وإيجابيتك في مواجهة مواقف الحياة وصعابها ومن رحم المحن تولد المنح كما يقال – وكذلك جمالها في اختلاف كل طرف عن الآخر في التفكير والمشاعر والإهتمامات .. جمالها في تناقضاتها فلو أن كل طرف مشابه للآخر فسيغلب على هذه الحياة روتين ممل خالي من الأحداث والمتغيرات ولن يكون لها طعم ولا رائحة , وان كنت سلبيا – رجل أو إمرأة على حد سواء – فستخضع وستستسلم للواقع ولن تستطيع أن تغير منه شيئا , ومن المهم أن يكون الشخص مؤثراً ويستخدم كل قدراته للتأثير إيجابياً على الطرف الآخر قدر الإمكان لتستمر الحياة للأفضل ( كأن تجعله يشاركك في هواياتك واهتماماتك الخاصة أو تتأثر شخصيته بفكرك وأسلوبك فيتخلق بها أو بجزء منها وما الى ذلك ) حتى لو لم يتم التأثير فالمهم هو أن تكون إيجابياً في نفسك , ورضاك عن ذاتك وقدرتك على إدراك وفهم نفسية الآخر وكيفية التعامل والتعايش معه ومعرفتك بأن نمط التفكير يختلف فهذا بحد ذاته نجاح لأنك حولت واقعك من سلبي لإيجابي , وينصح المختصين بكتاب قيم مناسب لهذا الموضوع بعنوان ( الرجال من المريخ النساء من الزهرة - الدليل الرائع لفهم الجنس الأخر ) , ومهما يكن بين الزوجين من إشكالات واختلافات جزئية فهذا أمر طبيعي ويحدث في كل بيت ( حتى في بيت النبوة ) والكمال لله عزوجل , وأقول لكل زوجة بما أن زوجك صالح ويتقي الله فيك فلا تفرطي فيه وكذلك أقول لكل رجل بما أن الله رزقك بزوجة صالحة ومقبولة ومنجبة فتمسك بها جيداً .. قال صلى الله عليه وسلم : ( لايفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر ) رواه مسلم ، وهذا الحديث ينطبق على الجميع وفيه توجيه بأن ينظر كل طرف لإيجابيات الآخر ويغض الطرف عن السلبيات وصغائر الأمور ومن المستحيل أن يعدم كل طرف من الإيمان والخير والمروءة والإنسانية فبذور الخير والفطرة السليمة لاتزال موجودة في كل نفس .


http://www.alwatan.com.sa/Discussion/News_Detail.aspx?ArticleID=298247&CategoryID=1

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تأجيل الدراسة أو التعليم عن بعد ( جريدة الرياض )

قصة بر " هند " بوالدتها واقعية ومعبرة ( صحيفة الشرق السعودية )

غسيل أفكار ( جريدة الرياض )