حيل نفسية تساعدك على القراءة ( جريدة الرياض )

محمد العتيبي - جريدة الرياض 24/7/2020

للقراءة طقوسها والتي تختلف من قاريء لآخر وأعني هنا تحديدا الكتب الورقية ، فالغالبية من محبي القراءة عند إقبال النفس يفضلون أن يكون المكان هادئا ومرتبا بعيدا عن البشر وعن كل المشتتات والملهيات من جوال وتلفزيون وغيرها بغض النظر عن المكان ، وهناك آخرون لايهمهم كل ذلك ومن حولهم عندما ينتابهم شعور الرغبة في القراءة ، ولكن في بعض الأحيان ينتاب القاريء عموما - سواء المعتاد على القراءة أو المبتديء - شعور بالملل والفتور من القراءة وربما يؤدي ذلك للإبتعاد عنها وقت طويل ، وفي هذه الحالة يستحسن به أن يتبع بعض الحيل النفسية أو التكنيكات التي تساعده في إستعادة لياقته "القرائية " فالعقل كالعضلة بحاجة للتمرين المستمر لكي تكون العودة للقراءة أسهل وأسرع في أقصر مدة .
عندما يتسلل هذا الشعور فيستحسن بك قراءة الكتب الخفيفة أو المجلات المسلية إبتداء ،ً وجرب أن تقرأ في وضعية الوقوف أمام مكتبتك ، ولايمنع أن تقرأ كتبك من الصفحة الأخيرة تنازليا خصوصا إن كانت المواضيع والأفكار غير مترابطة ، وعندما تمسك الكتاب لاتشعر نفسك بأن أمامك مهمة كبيرة تحتاج فيها لقراءة الكثير من الصفحات وتخصيص وقت معين لها ولكن قل في نفسك : ( سأقرأ فقط 5 دقائق وسأنشغل بعدها بالشغل الفلاني ) وستجد نفسك قد استرسلت في القراءة أكثر ، ومن الحيل الناجعة جرب فقط أن تجلس عند مكتبتك على الأرض وتنثر الكتب من حولك وتقرأ من كل كتاب صفحة - لتبديد الشعور بالإلتزام - وستجد نفسك قد قطعت شوطا كبيرا واستغرقت في القراءة دون أن تشعر لكثرة الخيارات وتنوع مجالات الكتب ، وجرب القراءة ماشيا ووزع كتبك في أنحاء متفرقة من البيت لتكون قريبة من متناول اليد في غرفتك وفي المجلس وفي غرفة المعيشة وهكذا .. بشرط أن تكون كتبا خفيفة لاتحتاج جهدا عقليا يمنعك من التواصل مع من حولك وفي نفس الوقت تحفزك هذه الطريقة على القراءة .
وهنا همسة للمبتدئين في القراءة بأن يبدأوا قراءاتهم بالصفحات القليلة من الصحف والمجلات الدورية أو الكتب الخفيفة والروايات ذات الطابع القصصي أو السير الذاتية - بعيدا عن الكتب الثقيلة المتعمقة والمتخصصة - فهي مدخل جيد للقراءة لأن الإنتهاء من قرائتها يولد شعور الإنجاز ويرسم صورة ذهنية إيجابية عن القراءة ويشجع على حبها وتكرار تجربتها بإستمرار حتى تصبح عادة جميلة ، ولنتذكر بأن القراءة ليست إلا وسيلة لتنمية الأفكار وهي بحد ذاتها نافعة وأمر محمود في كل الأحوال لإستغلال الوقت ولكن ثمراتها الحقيقية تتجلى عندما تغير من شخصياتنا وتحسن من سلوكنا وتصرفاتنا وترتقي بنا وبأفكارنا للأفضل ، أو حين تدفعنا لتنوير العقول ونشر مانقرأه للآخرين من علم ومعرفة وماأجمل أن تجتمعان كلتيهما .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تأجيل الدراسة أو التعليم عن بعد ( جريدة الرياض )

قصة بر " هند " بوالدتها واقعية ومعبرة ( صحيفة الشرق السعودية )

غسيل أفكار ( جريدة الرياض )