أزواج مضطربون وزوجات مضطهدات ؟! ( صحيفة الوطن السعودية )

 


محمد العتيبي - صحيفة الوطن السعودية 25 أكتوبر 2020

من خلال مااسمع من قصص وماوقفت شاهدا عليه أو من خلال مايردني من رسائل لاحظت أن هناك زوجات يعانين ويتألمن بصمت من أزواج أقل مايقال عنهم بأنهم ذكور فاقدين للرجولة والأهلية وليس لديهم ذرة احترام لشريكات حياتهم ولاهم لهم سوى إشباع رغباتهم ونزواتهم والوصول لنشوة التسلط وقهرهن ، وأكبرخطأ ترتكبه كثير من أولئك الزوجات هو السكوت والرضوخ للعيش مع شخص غير سوي لايحترمها على حساب كرامتها وصحتها وكيانها المستقل ، وكيف تصبر زوجة على زوج يضربها ويهينها بإستمرار أو كيف تتعايش مع رجل شكاك حول حياتها لجحيم بداعي الغيرة ؟! أو مع مدمن مخدرات أو مع من يمنعها من حقها في زيارة والديها .. ؟؟ ومثل ذلك مما يدمر حياة المرأة بدلا من أن يجعلها أكثر إستقرارا ، ربما نتفهم صبرها عليه ومحاولة توجيهه والتفاهم معه في باديء الأمر مرة ومرتين أو ثلاثاً لحل مثل هذه المشكلات ولكن استمرارها على المدى الطويل بداعي الصبر عليه لعل وعسى أن يتغير يجعل الزوجة تحرق نفسها بنفسها ، وربما تتعذر بوجود الأطفال أو عدم قدرتها على المواجهة وشعورها بالضعف أو تصبر لإعتقادها بأن نار هذا الزوج - الغير سوي – أرحم من نار أهلها أو ربما أنها بلا أهل وسند .. ، ومثل هذه الأعذار حقيقة غير مبررة فلابد أن تكوني قوية وتتوكلي على خالقك ومدبرك وتتخدي قرارك بنفسك وبشكل حازم لأن التردد وطول الصبر يعقد الأمور ويزيدها سوءا فالعمر مرة ولكي الحق بأن تعيشي حياتك بكرامة واطمئنان وصحة جيدة بعيدا عن كل ماينغصها مادمتي قادرة على تغييرها للأفضل .

 

انتي كما ذكرت بحاجة لإرادة قوية تقودك للتغيير واتخاد القرار المناسب للحد من معاناتك ، وحتى لو كنتي تشعرين بالضعف وعدم القدرة على المواجهة أقول لك : اغمضي عينيك للحظات وتخيلي في ذهنك كيف سيكون حالك لو استجمعتي قواك وفعلتي مايجب فعله ومايمليه عليك الضمير والمنطق الصحيح ؟  وعندما تعتقدين وتستحضرين بصدق بعقلك الواعي بأن سعادتك وكرامتك فوق كل شيء سيترسخ حينها في اللاشعور تلقائيا شعور قوي بداخلك وستقل رهبة من يؤذيك في عينيك وسيزول خوفك منه وتعلقك الموهوم به والتفكير بسوء المصير من بعده ، وستتولد بداخلك قسوة إيجابية تجاهه ، فغالبا الرجال المضطربين ممن لديهم شعور بالنقص وحب السيطرة والتملك ترعبهم المرأة القوية الواثقة من نفسها التي تتعامل مع الرجل بذكاء وتوازن وتدافع عن نفسها في الوقت المناسب وتعرف حقوقها ومالها ونتيجة تقديرها لذاتها يرتفع منسوب رضاها عن نفسها فتكون مطمئنة في اتخاد قراراتها بكل سهولة وفي الوقت الذي تراه مناسبا دون تردد أو خوف وتذكري أيتها الزوجة بأننا في دولة عدل وقانون لاتضيع فيها الحقوق وتطبق شريعة ربانية حكيمة تكرم الانسان وترفع من شأنه .

 

لست هنا أدعو للتمرد أو خراب البيوت فهناك خلافات ومشكلات عادية وطبيعية تحدث بين الأزواج ويمكن حلها والسيطرة عليها بالحوار والتفاهم عندما يكون هناك قابلية من الطرفين لذلك ، أما مايحدث لبعض الزوجات من الظلم والقهر مقابل سكوتهن بألم وحسرة فهذا لايرضاه عقل ولامنطق ولادين وضمير ، وهنا أوجه رسالة للآباء والأمهات والإخوان وأولياء الأمور وأذكرهم بأن يتفقدوا أحوال بناتهم وأخواتهم بين الحين والآخر وأن يهتموا بهم ويلحوا بالسؤال عليهم عن أحوالهم فهناك زوجات يعانون ولكنهم يفضلون السكوت خوفا منكم .

 

همسة : ( أحمق ذلك الرجل الذي يجعل المرأة تبكي وهو قادر على إسعادها ) .

https://www.alwatan.com.sa/article/1059417 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تأجيل الدراسة أو التعليم عن بعد ( جريدة الرياض )

قصة بر " هند " بوالدتها واقعية ومعبرة ( صحيفة الشرق السعودية )

غسيل أفكار ( جريدة الرياض )