الحشمة .. قيمة عليا وذوق عام ( صحيفة الوطن السعودية )

 محمد العتيبي - 28 سبتمبر 2020


تعتقد بعض النساء والفتيات بأن الحرية مطلقة وأن بحثها عن السعادة يجعل لها الحق بأن تفعل مايحلو لها حتى لو كان ذلك على حساب الدين والأعراف ومباديء الذوق العام للمجتمع وهويته وهذا ليس مبررا بلا شك ، وتعظم الإشكالية عندما تصدر السلوكيات المخالفة ممن هن محسوبات على أهل العلم والمعرفة والثقافة وممن يحملن الشهادات العليا ! فإحداهن تصور جزء من جسدها المكشوف وملابسها الضيقة معللة ذلك بأن سعادتها ورضاها عن ماتفعله هو الأهم ! وأخريات يلبسن الشفاف والقصير والضيق ويخرجن للأماكن العامة – وربما يصورون أنفسهم - مستفزين للمجتمع ومخالفين للائحة  الدوق العام ودستور الدولة بقيمه العليا وماصدر من قيادتنا الرشيدة بشأن وضوح القوانين الشرعية وتأكيدها على أن ملابس المرأة لابد أن تكون محتشمة ومحترمة مثلها مثل الرجال ولامكان بيننا لمنحل أو متشدد .

 

الحقيقة أن مثل تلك التصرفات الدخيلة على مجتمعنا من بعض النساء هي بسبب تدني قيمة الانسان وتقديره واحترامه لذاته مما جعلها تظهر على السطح وأمام الملأ ، وهي تصرفات ينبذها كل العقلاء من كل الديانات والأمم ولايقرونها - وهنا يحضرني قرار ملكة بريطانيا ( اليزابيث الثانية ) عندما فرضت الملابس المحتشمة على ضيوف حفل زفاف حفيدها " هاري " قبل عامين - والمرأة حينما تظهر بأي شكل من الأشكال ومن خلال أي وسيلة بمظهر لائق ومحترم فسيحترمها الجميع تلقائيا وبعض الدراسات تؤكد بأن انطباع الآخرين عنك يعتمد بنسبة كبيرة على مظهرك ، والإلتزام باللباس المحتشم قبل كل ذلك هو شريعة ربانية يجب أن تتمثل لها كل امرأة بالغة وعاقلة بالسمع والطاعة والتسليم بتكاليف هذا الدين الدي آمنت به وارتضته لنفسها ، وهذه الشريعة بلاشك وجدت لتحفظ كرامتها وتعزز بناء قيمتها العليا لتحقق السعادة ورضا خالقها الذي فطرها على الفطرة السوية وهو أعلم بما يصلح لخلقه وهو أرحم بهم من أنفسهم وفي نفس الوقت وجدت لتمنع إيذاء الآخرين والتعدي عليهم بأي طريقة كانت .

 

وجدير في هذا المقام أن أشير لما قالته المستشرقة الألمانية ( زيغريد هونكة 1913 – 1999م ) في كتابها ( الله ليس كذلك ) وهي بالمناسبة من أشهر المدافعين عن الاسلام في الغرب حيث تقول في الفصل الرابع وهي تتحدث عن تكريم الاسلام للمرأة وتنصحها في إحدى المؤتمرات : ( إذا أرادت المرأة العربية طي الماضي بخلعها الحجاب فلاينبغي عليها أن تتخذ المرأة الأوروبية أو الأمريكية أو الروسية قدوة تحتذيها أو أي فكر آخر يفقدها مقومات شخصيتها وإنما ينبغي عليها أن تتمسك بهدي الإسلام الأصيل وتسلك سبيل السابقات من السلف الصالح المنطلقات من قانون الفطرة التي فُطِرن عليها . ( بتصرف )

https://www.alwatan.com.sa/article/1057138 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تأجيل الدراسة أو التعليم عن بعد ( جريدة الرياض )

قصة بر " هند " بوالدتها واقعية ومعبرة ( صحيفة الشرق السعودية )

غسيل أفكار ( جريدة الرياض )