تأجيل الدراسة أو التعليم عن بعد ( جريدة الرياض )
محمد العتيبي - جريدة الرياض 21/6/2020
وأنا أقرأ خبر إعلان الإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض عن وصول دفعة جديدة من المقررات الدراسية لمستودعاتها استعداداً للعام الدراسي المقبل تواردت في ذهني عدة أسئلة عن إمكانية استمرار الدراسة من عدمها في ظل أزمة كورونا، خصوصاً أن بعض المسؤولين والمختصين يرون أن تداعيات هذه الجائحة قد تستمر حتى نهاية هذا العام 2020، هل يكفي وعي الطلاب بخطر كورونا خصوصاً طلاب المرحلة الابتدائية وما دونها؟ وهل برامج التوعية المقررة كافية؟ وماذا عن جاهزية البيئة التعليمية بوسائلها وأدواتها للتعامل مع هذا الوباء؟ وهل الكوادر الإدارية والتعليمية قادرة على تطبيق الإجراءات الاحترازية بحذافيرها على الطلاب والطالبات؟ ونحن كما نعلم بعددهم الكبير في المدارس وتزاحمهم الشديد الذي ربما قد يعيق الجهود المبذولة في السيطرة عليهم وهي التي قد تنجح من قبل أهاليهم خارج أسوار المدرسة في الحديقة أو السوق والأماكن العامة عموماً للتحكم بهم أكثر.
الحقيقة ليس هناك شك أن الكثير من الآباء والأمهات والمربين في ظل هذه الظروف يقلقهم التفكير في كيف سيكون وضع أولادهم في المدارس وكيف يتعايشون مع الوضع الجديد والبعض منهم -وهذا ما لا مسته بنفسي- يفكر جدياً في عدم إلحاق أولاده في المدرسة للفصل القادم وربما العام الدراسي بأكمله خوفاً على أولادهم خصوصاً ممن يعانون من الأمراض المزمنة كالأمراض التنفسية، فصحتهم أغلى من كل شيء -على حد قولهم- ولهم العذر في ذلك، ومن وجهة نظري أرى أن تأجيل الدراسة للفصل الدراسي القادم خيار مهم جداً ويؤخذ في عين الاعتبار أو على الأقل لدينا خيار التعليم عن بعد ولنا معه تجربة فريدة في الفصل الدراسي الثاني للعام الماضي.
كما نعلم فإن أمام وزارتنا الموقرة مدة شهرين تقريباً وهي تعتبر فترة كافية لوضع الخطط والإستراتيجيات والتجهيزات للمرحلة الجديدة لما يرونه مناسباً وتهيئة الطلاب وأولياء الأمور لما هو قادم من خلال التوعية الصحية وتزويدهم بالتعليمات الضرورية أو تعزيز الإعداد للتقنيات والشبكات المعلوماتية وتكثيف التوعية التقنية للطلاب وأولياء أمورهم -مع مراعاة وضع غير القادرين منهم- في حال إقرار التعليم عن بعد لأنها كما ذكرت تجربة جديدة علينا وكانت جميلة، ونحن جميعاً بلا شك نثق بالمسؤولين في وزارة التعليم وما يقومون به باستمرار لما يخدم الصالح العام ونثمن جهودهم وفقهم الله وسددهم ونثق بحرصهم الكبير على سلامة الطلاب والطالبات وتذليل كل الصعاب التي تواجههم وتواجه أهاليهم.
تعليقات
إرسال تعليق