وداعا لحالات الطلاق ( صحيفة الرياض )

محمد العتيبي - صحيفة الرياض 11/7/2019


وفقا لتقرير صدر مؤخرا عن وزارة العدل في شهر شعبان الماضي فإن حالات الطلاق قد ازدادت على مستوى مناطق المملكة ال13 حيث بلغت عقود النكاح الصادرة للسعوديين 4436 عقدا يقابلها 4035 صك طلاق , وحسب التقرير فإن صكوك الطلاق في 6 مناطق منها أكثر من عقود الزواج ! , في الحقيقة أن هذه النسبة الكبيرة الصادمة بحاجة للدراسة من قبل المختصين والمسؤولين للوصول لجذور المشكلة ومحاولة علاجها والقضاء عليها أو على الأقل الحد من تزايدها , من وجهة نظري فإن السبب الرئيسي لحالات الطلاق هو في المقام الأول يعود لعدم التوافق النفسي والفكري وغياب التفاهم والتنازلات والتضحيات بين الزوجين لوجود خلل في اختيار شريك الحياة وذلك يدعونا لضرورة الحاق المقبلين على الزواج بدورات تثقيفية تؤدي لديمومة الزواج وتماسك الأسرة وتجعل الطرفين مستعدين نفسيا لإقامة علاقة زوجية ناجحة تضمن سعادتهم وتمكنهم على تجاوز المشكلات وحلها واكتساب المهارات اللازمة لتنمية الحب والتواصل والحوار  وكذلك تذكيرهم بأن الزواج ليس غاية أو طموح ينتهي بتحققهم كل شيء بل هو مسؤولية وهدف سامي ونبيل , وهذه الدورات لابد أن تكون إلزامية كما هو معمول به في بعض الدول مثل ماليزيا والأردن ، حيث بدأ - في عهد رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد - في عام 2000م  تطبيق نظام يلزم المقبلين على الزواج بالإلتحاق بدورات تأهيلية شاملة ومتعددة للحصول على مايسمى ب ( رخصة الزواج ) وبعد مرور أكثر من 10 سنوات من تطبيق هذا النظام إنخفضت نسبة حالات الطلاق بشكل كبير وملحوظ من 32% الى 7% وأصبحت ماليزيا بذلك من أقل دول العالم في نسب الطلاق , وأما في الأردن فلا يتم إبرام عقد الزواج الا بعد الحصول على هذه الدورة الإلزامية وبذلك هي تعد الأقل عربيا في نسب الطلاق حيث نجحوا في ذلك  بالفعل وانخفضت النسبة من 6.9% في عام 2015 إلى 5.5% في عام 2018  .
حقيقة نحن في هذا الوقت بحاجة ماسة جدا لمثل هذه الدورات الإلزامية للمحافظة على الكيان الأسري من التفكك وتماشيا مع رؤية المملكة 2030 لتسهم في تحسين جودة الحياة والذي هو من أهم أهدافها لترتقي بالفرد والمجتمع على حد سواء .




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تأجيل الدراسة أو التعليم عن بعد ( جريدة الرياض )

قصة بر " هند " بوالدتها واقعية ومعبرة ( صحيفة الشرق السعودية )

غسيل أفكار ( جريدة الرياض )