النسيان من علامات الذكاء ( صحيفة الوطن السعودية )
محمد العتيبي - صحيفة الوطن السعودية 23/1/2018
هل سبق أن أعجبت بأحدهم في أحد المجالس وهو يسرد الأحداث والقصص بتفاصيلها – سواء كانت من الماضي البعيد أو القريب – دون أي ينسى شيئا منها؟
وهل حدثتك نفسك بأن تتمنى أن يكون لك نفس الحضور والذاكرة التي يمتلكها مثل هذا الشخص، يتكلم ويحلق الناس حوله؟ البعض ربما بهذا الشعور قد يصاب بالإحباط ويحيط نفسه بالكثير من العراقيل التي تمنعه من تعزيز ثقته بذاته والنظر إليها بدونية وانتقاص يؤدي إلى الاكتئاب والنفور من الآخرين، الذاكرة القوية أمر إيجابي ومؤثر في حياتنا، والتي من خلالها نستطيع تحليل الأحداث والمواقف، واسترجاعها وسرد تفاصيلها وكأننا مازلنا نعيشها في حاضرنا، ويتباهى كثير من الناس بذاكرتهم الجيدة التي تستدعي الأحداث والمواقف متى ما شاؤوا.
ولكن الأبحاث الحديثة خالفت ما هو متعارف عليه حول هذا الموضوع، حيث أكدت أن كثرة النسيان للتفاصيل الصغيرة يعد مؤشرا من مؤشرات الذكاء والعبقرية، ودليل على أنك شخص قابل للتعلم بشكل أسرع، وأن نسبة الذكاء والمرونة الذهنية تزداد طرديا كلما زاد نسيانك للأمور غير المهمة، وتلك التي تجد صعوبة في تذكرها، حيث عرف عن كثير من العظماء على مر التاريخ أن صفة النسيان كانت صفة مشتركة بينهم ولازمتهم طوال حياتهم، يغيب عن البعض أن ذاكرة الإنسان ليس الهدف منها تذكر المعلومات واسترجاعها فقط، ولكن المهم هو استخدامها في اتخاذ القرارات المهمة في حياتنا، وذلك لا يتأتى إلا حينما تحتفظ بالقدر المهم الذي تحتاجه فقط، حيث إن دماغ الإنسان يعمل على نسيان تفاصيل ترتبط بالأحداث القديمة، ولكنه يتمسك بالصورة العامة لها، وعندما يكون النسيان فوق المعتاد، فذلك أمر مقلق، وفي هذا السياق حري بنا أن نفرق بين التفكير ومهارات التفكير، فالتفكير مرتبط بالدماغ الذي يحتوي على المخ، وهو الجزء العصبي المسؤول عن توليد التفكير والإدراك.
أما مهارات التفكير فهي التي ترتبط بالعمليات الذهنية للمعلومات – كالتفكيك والتحليل والاستنتاج والاستنباط - وما يتشكل في الذهن من تفاعلات وملكات عقلية ونفسية تؤدي إلى الذكاء والفهم وحسن التصرف واتخاذ القرارات، ولذلك فالدماغ وما يحتويه يتوقف عن النمو عند التقدم في العمر، وعلى العكس من ذلك العقل الذي يستمر في النمو بسبب تراكم الخبرات والمعرفة وكثرة التجارب الحياتية، وهذا ما يؤكد لنا أن نسيان التفاصيل الصغيرة والاحتفاظ بالأحداث والمواقف المهمة التي تلعب دورا كبيرا في قراراتنا نوع من الذكاء، لأن النسيان مرتبط بالدماغ ومكوناته، والذي يضعف بمرور الوقت كما ذكرت، ويبقى الذكاء الذهني والعقلي هو سيد الموقف .
http://www.alwatan.com.sa/Discussion/News_Detail.aspx?ArticleID=327644&CategoryID=1
هل سبق أن أعجبت بأحدهم في أحد المجالس وهو يسرد الأحداث والقصص بتفاصيلها – سواء كانت من الماضي البعيد أو القريب – دون أي ينسى شيئا منها؟
وهل حدثتك نفسك بأن تتمنى أن يكون لك نفس الحضور والذاكرة التي يمتلكها مثل هذا الشخص، يتكلم ويحلق الناس حوله؟ البعض ربما بهذا الشعور قد يصاب بالإحباط ويحيط نفسه بالكثير من العراقيل التي تمنعه من تعزيز ثقته بذاته والنظر إليها بدونية وانتقاص يؤدي إلى الاكتئاب والنفور من الآخرين، الذاكرة القوية أمر إيجابي ومؤثر في حياتنا، والتي من خلالها نستطيع تحليل الأحداث والمواقف، واسترجاعها وسرد تفاصيلها وكأننا مازلنا نعيشها في حاضرنا، ويتباهى كثير من الناس بذاكرتهم الجيدة التي تستدعي الأحداث والمواقف متى ما شاؤوا.
ولكن الأبحاث الحديثة خالفت ما هو متعارف عليه حول هذا الموضوع، حيث أكدت أن كثرة النسيان للتفاصيل الصغيرة يعد مؤشرا من مؤشرات الذكاء والعبقرية، ودليل على أنك شخص قابل للتعلم بشكل أسرع، وأن نسبة الذكاء والمرونة الذهنية تزداد طرديا كلما زاد نسيانك للأمور غير المهمة، وتلك التي تجد صعوبة في تذكرها، حيث عرف عن كثير من العظماء على مر التاريخ أن صفة النسيان كانت صفة مشتركة بينهم ولازمتهم طوال حياتهم، يغيب عن البعض أن ذاكرة الإنسان ليس الهدف منها تذكر المعلومات واسترجاعها فقط، ولكن المهم هو استخدامها في اتخاذ القرارات المهمة في حياتنا، وذلك لا يتأتى إلا حينما تحتفظ بالقدر المهم الذي تحتاجه فقط، حيث إن دماغ الإنسان يعمل على نسيان تفاصيل ترتبط بالأحداث القديمة، ولكنه يتمسك بالصورة العامة لها، وعندما يكون النسيان فوق المعتاد، فذلك أمر مقلق، وفي هذا السياق حري بنا أن نفرق بين التفكير ومهارات التفكير، فالتفكير مرتبط بالدماغ الذي يحتوي على المخ، وهو الجزء العصبي المسؤول عن توليد التفكير والإدراك.
أما مهارات التفكير فهي التي ترتبط بالعمليات الذهنية للمعلومات – كالتفكيك والتحليل والاستنتاج والاستنباط - وما يتشكل في الذهن من تفاعلات وملكات عقلية ونفسية تؤدي إلى الذكاء والفهم وحسن التصرف واتخاذ القرارات، ولذلك فالدماغ وما يحتويه يتوقف عن النمو عند التقدم في العمر، وعلى العكس من ذلك العقل الذي يستمر في النمو بسبب تراكم الخبرات والمعرفة وكثرة التجارب الحياتية، وهذا ما يؤكد لنا أن نسيان التفاصيل الصغيرة والاحتفاظ بالأحداث والمواقف المهمة التي تلعب دورا كبيرا في قراراتنا نوع من الذكاء، لأن النسيان مرتبط بالدماغ ومكوناته، والذي يضعف بمرور الوقت كما ذكرت، ويبقى الذكاء الذهني والعقلي هو سيد الموقف .
http://www.alwatan.com.sa/Discussion/News_Detail.aspx?ArticleID=327644&CategoryID=1
تعليقات
إرسال تعليق