كيف نتجاوز حالة عدم تقدير الذات ( صحيفة الوطن السعودية )

محمد العتيبي - صحيفة الوطن السعودية 25 يناير 2019

نعني بتقدير الذات هنا أنها قناعات ومعتقدات الشخص حول ذاته والصورة الذهنية التي يرى فيها نفسه سواء كانت إيجابية أو سلبية على حد سواء ، وعدم تقدير الذات يكون باحتقارها وإنزالها في منزلة متدنية ونتيجة لذلك تضعف ثقة الشخص بنفسه وليس كما يعتقد البعض بأنهما يؤديان لنفس النتيجة ، وتكمن أهمية الحديث عن تقدير الذات في أنه سبب لتحقيق التوافق النفسي ( الأمان النفسي والصحة النفسية ) في المواقف والأزمات وكل الإنفعالات فيجعلها متزنة ومنضبطة ليتم بناء عليها إتخاذ قرارات صحيحة ، وتقدير الذات كذلك يقودنا لإكتساب الخبرات الحياتية والنجاح في العمل ومواجهة المشكلات إضافة للتفاعل مع المحيطين والمجتمع ليتحقق الحب ويشيع جو الألفة والمودة بين الجميع .
حقيقة هناك أسباب ومظاهر وحلول لعدم تقدير الذات حاولت إختصارها على شكل نقاط .. فمن الأسباب :
1- إيذاء الأطفال ( العنف ) من خلال السخرية والإستهزاء بهم وكذلك الإساءة لهم جسديا أو نفسيا أو جنسيا وربما يستمر ذلك معهم عند الكبر
2- شعور الطفل بأن والديه أو أحدهما يكرهه
3- الإفراط في حماية الأولاد من الفشل أو التمرد وكأن الوالدين يوجهان رسالة للطفل : ( أنت غير كفء وعاجز عن حماية نفسك بدوننا ) وبذلك يترسخ في عقله : ( انا ليس لي قيمة في هذه الحياة )
4- معتقدات وقناعات عميقة مترسخة ومكتسبة منذ الصغر تحمل تصورات سلبية تجعل الشخص يفسر الأحداث والمواقف ويحكم عليها من خلالها تجعل حاضره ومستقبله مبنيه على الماضي لاتتغير ولاتتبدل ( فالمتعثر لايمكن أن ينهض وينجح ومن ينتقدني فذلك دليل على أنني فاشل ! ) وبإمكاننا التخلص من هذه المعتقدات من خلال ترديد بعض العبارات المحفزة ( انا قادر ، انا أستطيع .. ) .
وهناك مظاهر وعلامات تدل على أن الشخص ليس لديه التقدير الكافي لذاته منها :
1- نسيان إنجازات الماضي
2- الخوف من المستقبل
3- اعاقة الإنجاز و الرضا و الاكتفاء بالموجود وغياب الاستمتاع بجميع الانشطة
4- إخفاء المشاعر الايجابية ( شكر ، إعتذار ، إعجاب .. )
5- حوار سلبي داخلي فالعقل الباطن ( اللاشعور ) حسب الدراسات الحديثة يتحكم فينا وفي شخصياتنا وقراراتنا بنسبة كبيرة فلذلك يجب أن تكون نظرتنا لأنفسنا إيجابية خصوصا وقت النوم لأنها أهم فترة للتحفيز لتترسخ بداخلنا
6- الإنطوائية الدائمة
7- اللجوء لممارسة السلوكيات الخاطئة ( الكذب ، النفاق ، كثرة نقد الآخرين .. )
8- المقارنة بالآخرين
9- لايتقبل المدح والإطراء ولايمدح الآخرين
10- لايستطيع قول ( لا ) فغالبا تجده تابعا لغيره
11- الخوف من التحدث أمام الآخرين والتفكير برضاهم ورأيهم عنه
12-  الهرب من حل المشكلات ومواجهتها .
ومن الحلول والطرق التي تساعد الشخص في تقديره لذاته وتحقق التوافق النفسي بداخله :
1- التعرف على الذات من خلال معرفة نقاط القوة والضعف من الناحية الجسدية (مثل : يعجبني طولي ) والعاطفية (مثل : أتميز بأني حنون ) وكذلك من الناحية العقلية ( مثل : انا جيد في حل المعادلات الرياضية والألغاز ) ومن الناحية الروحانية والإيمانية أيضا
2- لاتقارن نفسك بالآخرين
3- تعرف على مايشعرك بالسعادة والفرح مثل الرسم والقراءة أو حتى شرب كوبا من القهوة
4- تواجد بجانب من يعزز ثقتك بنفسك وحاول قدر الإمكان الإبتعاد أو التقليل من مخالطة المحبطين والسلبيين
5- حدد أهدافك سواء كانت قصيرة أو متوسطة أو طويلة فالذي لايقدر ذاته لايعرف أهدافه فحياته وغايته للأكل والشرب !
6- تعرف على إنجازاتك الحاضرة ولاتتجاهلها كنجاح زواجك ونجاحك في تربية أولادك وحتى لو كانت في نظرك بسيطة كتوجيهك لأحدهم وتغيير حياته للأفضل ولو بكلمة
7- إستحضر إنجازات الماضي في كل لحظة وتذكر المواقف والأحداث التي أحسنت فيها التصرف لتدفعك للأمام وترفع من تقديرك لذاتك
8- كافيء نفسك واعتني بها ( إجازة ، النوم الكافي ، الأكل الصحي .. )
9- إقبل نفسك كما هي وطورها ( كتخفيف الوزن على المستوى الجسدي )
10- إسأل الآخرين عن مميزاتك ومايحبون فيك واقبل مديحهم
11- إقرأ القصص الملهمة وسير العظماء والناجحين
12- كن معطاء وافعل الخير وساعد الآخرين
13- تعرف على هواياتك التي تحبها ومارسها .
وختاما فهناك نظرية وضعها عالم النفس الأمريكي كارل روجرز تنص على أن أصل معظم مشاكل الناس هو أنهم يحتقرون أنفسهم وغير جديرين وغير مستحقين للحب .

محمد العتيبي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تأجيل الدراسة أو التعليم عن بعد ( جريدة الرياض )

قصة بر " هند " بوالدتها واقعية ومعبرة ( صحيفة الشرق السعودية )

غسيل أفكار ( جريدة الرياض )