التخطي إلى المحتوى الرئيسي

التعلق السوي والتعلق المرضي ( جريدة الرياض )

محمد العتيبي جريدة الرياض 10 نوفمبر 2019

تحدثت في مقال سابق عن التعلق وآثاره بشكل عام وأن مرده غالباً يعود للنشأة مند الصغر، ومن خلال ملاحظاتي ومشاهداتي للواقع فإن كثيراً من المشكلات والخلافات للأسف بين الناس -خصوصاً الأصدقاء والأقرباء- سببها التعلق المرضي الناتج من عدم تقدير الذات فيحدث الخذلان وتتوالى الصدمات وتكثر بذلك القطيعة ويزداد النفور، والتعلق المرضي حالة عاطفية مرتبطة بالحياة اليومية وبنمط التعامل مع الآخرين والتعلق بأحد الأشخاص، وهذا التعلق غير مقنن وبلا هدف وتخطيط وبلا إدراك ووعي ولا يميزه أي روابط مشتركة ويحدث في ظروف نفسية مؤقتة ينتج عنها تدني في تقدير الذات ويسبب ضغوطاً على المتعلق، أما التعلق السوي الطبيعي فهو يشكل علاقة متكافئة لا تسبب المتاعب ودافعه الأساسي هو الحب.
أعراض التعلق المرضي واضطراباته حقيقة ليست متشابهة فالبعض يتعلق بالآخرين ليشعرهم بأنه الأفضل وليس محتاجاً لهم لينفس فيهم رغباته ويفرض أسلوبه وسيطرته عليهم وهذه تسمى الشخصية النرجسية أو المتعالية، والبعض الآخر هم الذين يشعرون بالدونية والضعف وبأنهم بحاجة دائمة للآخرين ولمن يقودهم وتلك هي الشخصية الاعتمادية، وهذا التعلق بلا شك ينتج عنه الألم والحزن والاكتئاب ويؤثر في حياتنا في الدراسة والعمل وكذلك في الحياة الزوجية وما يحدث فيها من خيانة أو فشل، الخلافات الأسرية والتعنيف والإهانات التي يتلقاها الأولاد خصوصاً في صغرهم وعدم تفريغ المشاعر أولاً بأول وشعور الفرد بأن ليس له دور في المجتمع كلها مجتمعة من أهم أسباب التعلق المرضي.
هناك عدة طرق لمواجهة هذا التعلق المقلق للتمتع بحياة سعيدة ومطمئنة وللوصول لحالة من التوازن العاطفي تضمن الإدارة الصحيحة للمشاعر وردود الأفعال:
  • استشارة مختص نفسي عندما تطول الحالة المرضية أكثر من 3 أسابيع كما ينصح المختصون.
  • صارح نفسك ومشاعرك عن مميزات وعيوب الطرف الآخر واسأل نفسك: هل هذه العلاقة متكافئة؟ هل أنا سعيد فيها؟ ما الثمن الذي أدفعه لإنجاح هذه العلاقة وهل أبذل جهداً أكبر من الطرف الآخر لإنجاحها؟
  • صارح شريك حياتك عن احتياجاتك.
  • أشغل نفسك بممارسة الهوايات والمهارات التي تشعرك بالرضا وتقدير الذات.
  • تعرف على أصدقاء جدد لهم نفس الميول.
  • لا ترفع سقف توقعاتك بالآخرين فهم بشر طبيعتهم الخطأ ومشاعرهم متقلبة.
  • تصالح مع ذاتك واعرف نقاط قوتك وضعفك.
  • ولتستقل عاطفياً تحمل المسؤولية، وتخلّ عن الحاجة لتقمص دور الضحية، واحرص على تأكيد الذات وابحث عن مصدر دعم عاطفي آخر، وعندما تشعر بالآخرين وتتعاطف معهم لا تبالغ بالاعتناء بهم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تأجيل الدراسة أو التعليم عن بعد ( جريدة الرياض )

قصة بر " هند " بوالدتها واقعية ومعبرة ( صحيفة الشرق السعودية )

غسيل أفكار ( جريدة الرياض )