المملكة بعيون يابانية ( جريدة الرياض )

محمد العتيبي - جريدة الرياض 23 أغسطس 2019

شدتني تغريدة لمواطن ياباني في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) تتضمن مقطع فيديو قصير تفاعل معها عشرات الآلاف من اليابانيين حيث أبدى فيها دهشته من حرص القيادة السعودية على الاستفادة من الثورة التقنية العالمية وتسخيرها، وذلك عندما أشاد بالمظلات الشمسية التي أنشأتها الحكومة السعودية في الحرم النبوي الشريف في العام 2010 والتي يستفيد منها المصلون والحجاج على حد سواء، حيث إنها تمنع عنهم حرارة الشمس وتساعد في وقايتهم عند نزول الأمطار بشكلها الهندسي البديع المتوائم مع طراز المسجد الإسلامي وكذلك في كفاءتها وقوة تحملها وصمودها أمام المتغيرات الجوية من رياح وأمطار وغيرها، وتمنى أن يتوفر مثلها في بلده (اليابان) في أماكن التسوق ومحطات المترو وفي الأماكن العامة وفي أولمبياد طوكيو القادم، البعض يعتقد أن مثل هذا الانطباع لدى المغرد الياباني أو غيره أمر عابر لا يستحق أن نقف عنده، ولا أن نلتفت إليه خصوصاً من أولئك الجهلة الذين لا يكفون عن جلد الذات ومقارنتنا دائماً مع الآخرين بكل سلبية وأننا فقط مستهلكين ولسنا بلدا صناعيا منتجا، أو من أولئك الأعداء المتفننين في تحقيرنا والانتقاص من قدراتنا لغرض الإساءة حقدا وحسدا.
الحقيقة التي لا بد أن يدركها الجميع هي أن المملكة ليست بحاجة لشهادة أحد لتبثت تقدمها وعلو كعبها في المشهد الدولي، ومثل هذا الانطباع وهذا التصور له أبعاد ودلالات عميقة كالتأكيد على أن المملكة أصبحت تشكل أكثر قوة من السابق بثقلها السياسي والاقتصادي والعسكري ليس على المستوى الإقليمي فحسب، ولكن على النطاق العالمي، وهذه الالتفاتة أيضا تدل على أننا - كسعوديين - عبرنا حدود الجغرافيا والقارات وأصبحنا جزءاً لا يتجزأ من هذا العالم بثقافاته المتداخلة ونعبر عن هويتنا وثقافتنا وقيمنا الإسلامية الأصيلة وسماحة ديننا من خلال الإعلام - التقليدي والجديد - بكل قنواته ووسائله وكذلك من خلال برامج الابتعاث التي قدمتها ويسرتها حكومتنا الرشيدة والتي جعلت المبتعثين خير سفراء ينقلون صورتنا الحسنة والمضيئة لكل العالم، والأهم من ذلك كله هو سعي المملكة الدؤوب لنقل التقنية والصناعات وتوطينها ونقل المعرفة المرتبطة بها وتطويرها وامتلاكها أيضا لنكون في المستقبل القريب - بإذن الله - منتجين لا مستهلكين، وذلك من خلال عقد الكثير من الشراكات العالمية مع عمالقة الصناعات والتقنية في العالم مثل كوريا والصين واليابان وأميركا وروسيا وبعض دول الاتحاد الأوروبي في كل المجالات ولا ننسى أن تأسيس الشركة السعودية للصناعات العسكرية في مايو 2017 هو من أكبر الأمثلة لسعي قيادتنا الحكيمة لنقل التقنية وتوطينها، حيث تهدف إلى توطين ما يزيد على 50 % من الإنفاق العسكري بحلول العام 2030 - بإذن الله - كما هو مخطط له، وكل ذلك بلا شك يصب في خدمة رؤية المملكة 2030، وبرنامج التحول الوطني الذي أطلقه ولي العهد "حفظه الله".


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تأجيل الدراسة أو التعليم عن بعد ( جريدة الرياض )

قصة بر " هند " بوالدتها واقعية ومعبرة ( صحيفة الشرق السعودية )

غسيل أفكار ( جريدة الرياض )