إهمال نظافة المساجد ( جريدة الرياض )

محمد العتيبي - جريدة الرياض 5 أغسطس 2019


في كل رمضان على وجه الخصوص وفي سائر الأيام يتسابق الكثير من المسلمين على توفير عبوات مياه الشرب في المساجد مشكورين وهذا بلا شك أمر يحمدون عليه وعمل من أعمال الخير الجليلة, ولكن الإشكالية هو تقديم هذا العمل - سقيا الماء وهو سنة - على غيره من الأعمال الأكثر أهمية والذي يعد شرطاً من شروط صحة الصلاة ألا وهو (الوضوء) والذي يمكن كل مسلم من الصلاة في وقتها, ولكن عندما لا تتوافر البيئة المناسبة من خلال دورات المياه المهيأة بالشكل الصحيح لأداء الوضوء فلن تتحقق مقاصد الشريعة من هذا الوضوء, من خلال صلاتي في الكثير من مساجد أحياء الرياض لاحظت إهمالها وإتساخ الكثير من دورات مياهها وبعضها للأسف غير صالح للاستخدام الآدمي بسبب القاذورات والنجاسات - التي قد تعلق بملابس المصلين وتبطل صلاتهم - وبسبب الروائح الكريهة التي تفوح منها والتي بذلك تجعل المصلين وغيرهم ينصرفون عنها علاوة على النقص الشديد في أدوات التنظيف (مناديل ورقية/ صابون/ معطرات/ مبيدات حشرية.. إلخ ) وتعطل مراوح الشفط إضافة لانقطاع الماء عنها أحياناً وحتى رائحة الفرش وما فيها من غبار داخل المسجد تذهب الخشوع والطمأنينة, وهذه الملاحظات عند وجودها تعيق أداء العبادة لأن عدم الوضوء في مثل هذه الدورات والبحث عن غيرها سيؤدي بلا شك لتأخير الصلوات عن وقتها لبعض المصلين من الرجال والنساء على حد سواء.
حقيقة الاهتمام بالمساجد لا يقتصر على صيانة المايكروفونات وسماعات الصوت ولا ديكورات وزخرفة قد تشغل المصلين ولا حتى بإغراقها بمياه الشرب من فاعلي الخير، ولكنه يشمل ما هو أهم حيث إنه يشمل معالجة وضع دورات المياه وأماكن الوضوء والذي هو شرط من شروط صحة الصلاة كما ذكرت وهو جوهرها وروحها, ومما يدعو للتعجب هو أننا نهتم بنظافة الأسواق والفنادق والمدارس وأماكن العمل ولا نحرص على المساجد والمصليات وملحقاتها!!. المسؤولون في وزارة الشؤون الإسلامية جهودهم مقدرة ويشكرون على حرصهم واهتمامهم بإبراز دور العبادة بالمظهر اللائق لإقامة الصلاة على أكمل وجه من خلال الجولات المفاجئة التي يقوم بها مراقبو الوزارة الميدانيون للوقوف على نظافة المساجد ودورات المياه الملحقة بها ومحاسبة شركات النظافة المتعاقد معها عند أي تقصير، ولكننا من هذا المنبر نأمل بتشديد الرقابة على كل المساجد وتوسيع نطاقها ليس فقط تلك المدرجة ضمن حدود مسؤوليات الوزارة بل حتى تلك التي يبنيها أهل الخير والمحسنون حيث أن بعضهم يهتم بها عند افتتاحها ويهملها بمرور الوقت, ولا أنسى كذلك تحميل جزء من المسؤولية بعض المصلين الذين يساعدون في انتشار مثل هده السلبيات ولا يمنع بأن يسهموا بنظافة المساجد وملحقاتها بقدر استطاعتهم.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تأجيل الدراسة أو التعليم عن بعد ( جريدة الرياض )

قصة بر " هند " بوالدتها واقعية ومعبرة ( صحيفة الشرق السعودية )

غسيل أفكار ( جريدة الرياض )